بمناسبة عيد الحب، الذي ارجح أن يمضيه ولد عبد العزيز في وقير ولد بايه، حيث يبدو أن “الحساب” الذي بينهم يأخذ وقتا، لأنه “دكان في زاوية”.. أريد أن اعترف لكم، و ليُبلِغ الحاضر الغائب: أنني أحب ولد عبد العزيز.. أحبه لدرجة التدله..
أحبه كما يحب هو السلطة والنفوذ و النقود.. لكنني أحبه حيث ينبغي له أن يكون.. أحبه إنسانا بسيطا، لم يتوفر له حظ من التعليم.. عرف طفولة بائسة في حواري دارو موستي، و كانت العناية الإلهية له بالمرصاد، حين تلقفته أيادي الحظوة في بلاط ولد الطائع، بعد مرور غير موفق بوزارة المالية، وفناء بيت محمد احمد ولد حمود..
أحب ولد عبد العزيز حين لا يكون جنرالا يتسلق رتب العسكرية كعواصف الرياح، و غيره من الضباط، حملة الشهادات، المؤهلين لخوض وغى الحروب دفاعا عن البلاد، مقصيون من كل رتبة و امتياز.
أحب ولد عبد العزيز حين لا يفرض علي نفسه رئيسا، يقرر مصيري ويخطط لمستقبلي، ويفرض وصايته و حَجْره على عقلي، فقط لأنه يملك بارودا و عربة مدفع.. أما أنا فلا أملك غير حبر ناشف كدماغي، حين ينضب أغرس يراعه في دمي لتطلع مقالاتي حمراء بلون الحرية.
أحب ولد عبد العزيز فعلا، حين لا يكون ثريا، يتخذ من وطني بقرة حلوبا، يَروى بدَرّها، حين تشكوا أمعاء الفقراء من البطالة، فلا تقوم لنجدتها “وكالة تشغيل أمعاء”.
أحب ولد عبد العزيز حين لا يوزع خيرات بلادي، على ابناء عمومته، و أبناء خالته، و كأننا أنصاف مواطنين، لا ينبغي أن نقتات في هذه البلاد إلا بما فَضَل عن رفاههم.
أحب ولد عبد العزيز حين لا يتم فصل أخي من عمله، فقط لأنني نشرت خبرا عكر صفو أبنه المدلل.
أحب ولد عبد العزيز، عندما يخبرني: إين حقي من الخمسين مليون دولار التي منحتها السعودية لبلادي، فذابت في فمه كقطعة سكر؟!.. أين حقي من الحديد و السمك والذهب والنحاس و التربة النادرة؟!.. أين حقي من كل ما أملك فيه حقا..؟!
أحب ولد عبد العزيز حين لا يفرّق بين أبناء وطني.. و لا يمايز بين عربه و زنوجه، ولا بين أسياده و عبيده.. و لا بين قريب له من غريب..
أحبه رئيسا لكل ابناء البلاد.
أنا فعلا أحبه .. ولكن خارج أسوار قصر الرئاسة، الذي فرض علينا دخوله فرضا.. أحبه عندما يظل ذلك المواطن العادي “محمد عليون ولد عبد العزيز” وليس “فخامة الرئيس” و لا الجنرال ” محمد ولد عبد العزيز”.
احبه كما يحب جان ماري لوبان الأجانب: هنالك في بلادهم النائية، و ليس في فرنسا..!