ولدإجاي يطلق رصاصة الرحمة على النظام القائم

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

بدأت القصة عندما استدعى الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل أقل من سنتين احد الضباط الكبار العاملين فى الرئاسة و هو بطبعه مسالم ينفذ أوامر قادته بحرفية مهنية حذرة . تكلم محمد الرئيس بنبرة هادئة مؤدبة ، مستفسرا الضابط ، أصحيح أنك طلبت من ول إجاي كذا و كذا ، أجاب الضابط حقيقة الأمر كذا و كذا ،و كان الجدل و البحث حول "تيترات افونسي" عدة . قال ول إجاي أنه توجه له الضابط المشار إليه لإنجازها . فتبين بعد تحرى الرئيس ، أن رواية وزير المالية المدلل غير دقيقة ، و إن بنيت على طلب عادى .و بعدما علم الرئيس بحقيقة الملف ، قدم له مخرجا وديا لا يحرج الطرفين ،بعدما أبلغهما الرسائل الاستعجالية الممكنة .و تبين من خلال تلك الواقعة ان ول إجاي لا يستحى عندما يصله الخطر و بصورة مفاجئة أن يحاول إغراق ٱخرين ، و لو داخل المحيط العائلي و الأمني الضيق و الحساس للرئيس ، محاولة ،و لو مؤقتة ، للنجاة بجلده . و اختار الرئيس عدم احراج الأطراف الثلاثة و مواصلة سياق "تيترات" ، بأسلوب يضمن التوازن النسبي ، و لو كان دائما مثيرا بحق ، للجدل المشروع و السؤال الكبير التقليدي، من أين للجميع هذا المال و النفوذ العبثي الفوضوي ، على حساب السواد الأعظم من شعب جائع مغدور بامتياز . و بقية الغصة الأكثر إيلاما فى فم الضابط ، الذى عمل ول إجاي على تحريض الرئيس عليه ليسلم من الاستفسار الرئاسي المفاجئ الحساس .لكن ول اجاي تجرأ أكثر فأوصل تحريضه إلى رتبة الجنرالات ، بدل رتبة عقيد بالرئاسة مسالم و ربما "زباي " بسبب الابتعاد عن التٱمر و تنفيذ أوامر القادة ، على نهج تقليدي صرف .و لأن الأنظمة فى إفريقيا و الوطن العربي ، بل و العالم الثالث بحاجة لجباة لا قلوب لهم ، فقد حسب ول إجاي ، أنه مرشح ولد عبد العزيز لرئاسة الوزراء على الأقل ، إن لم يكن المرشح الرئاسي البديل ، فى حالة التنازل المستبعد عن السلطة ،على رأي البعض . ملأت الخزائن عبر سياسة ول اجاي ، أيامه على إدارة الضرائب و بعد نقله أيضا إلى إمبراطورية وزارة الاقتصاد والمالية . فروض عتاة رجال الاعمال الخارجين أو الهامين بالخروج عن طوق الطاعة و الاذعان ،ثم مرغ كرامة بعض كبار الجنرالات و رموز المؤسسة العسكرية ، فى وحل الوحدات القاعدية المذلة و المقرفة المنهج و الأجواء أحيانا ، أو غالبا ، على رأي البعض . كل هذا على حساب قيم المجتمع ، إن صح الإطلاق ،و مصالح و توازنات الدولة و حتى النظام بالمعنى الضيق المؤقت . إذا وضعنا فى الاعتبار أن الأولية فى ترتيب القانون الدستوري ،المعرف لمكونات الدولة الثلاث ، للاقليم أو الحوزة التراببة ثم للشعب ، و بذلك تأتى السلطة فى المرتبة الثالثة و الأخيرة . بحكم التبدل و التغير و الأنانية المرضية المفرطة أحيانا ، الموغلة ربما فى التمصلح الاستهلاكي العابر المنهك ، لمصالح مكونات الدولة ، تراتبيا . ول اجاي استغل النفوذ و المال العمومي على منحى مثير للاستفهام المحير ، طموح و بل جموح ول اجاي إلى اين !؟. اليوم يعبث بالوطن كله بين يديه ، وبوجه خاص ولاية لبراكنة عموما و ترشيحات الحزب الحاكم فى مكطع لحجار على وجه الخصوص ،و قد يعيد سفهه و تجاهله للٱخر النظام القائم لمربع الهزيمة الانتخابية المرة ، فى دوائر انتخاببة مهمة ، فى الانتخابات البلدية و البرلمانية ، سنة ٢٠٠٧. خرج منها النظام بصعوبة سنة ٢٠١٣.فهل يرتد لهذه الهزيمة الانتخاببة سنة ٢٠١٨، بفعل تخبط ول اجاي ، بدعوى حماية المصالح المالية للنظام الحالي ، الذى نجح ول اجاي بامتياز فى اختطافه ماليا و حزبيا. و للقصة بقية بإذن الله.

اثنين, 25/06/2018 - 13:35