مقالتك تلك التي سخرت فيها من موريتانيا وحالها..حسبتَها تؤتي أكلها السيئ نبتا وثمرات؟
إنما مررنا عليها بالجملة مرور الكرام على اللئام، فقلنا: سلاما.
ثم مهلا..فإن أهل الكلام والبيان ينزعون إلى كشف المعاني..
إن الرد على قولتك في الجملة أنه أظهر دونية وسفالة في الخلق ووقاحة وصلافة وصفاقة ..
وفي التفصيل أن تقرأ ما يلي على طريقة تناسب الناقص الجاهل ..
إن موريتانيا بوضعها الذي هو مكمن اعتزاز وفخر بوضعها الحالي بل وأقل منه، كانت حين احتوت المهاجرين والمهجرين من فلسطين ولبنان ومؤخرا من أهل سورية الأشقاء ، عاشت فيها عائلات من المواطنين اللبنانيين الذين لا تمثلهم أنت ولا طائفتك، إلا بما عرفه التاريخ ونعرفه. هاجر اللبنانيون إلى هذا والوطن من بداية نشأته ، وما وصول إحدى بنات هذه العائلات(آل كامل) الى مركز القرار، زوجة لرئيس سابق إلا مثالا..قد عملوا أطباء ومدرسين وملاك مشاريع تجارية إلى يومنا هذا. و كانوا ومازالوا يبيتون فيه ويصبحون ، يمسون ويضحَوْن. هم وغيرهم من أهل فلسطين وأهل سورية الأشقاء.
و وإن موريتانيا استضافت ملوكا وأمراء ورؤساء على مر تاريخها، من الشرق و الغرب وما استنكفوا البياة ولا الإقامة في أرضها وبين أهلها .. وما ضاقت بهم أرضها الرحبة ولا أهلها، أهل الضيافة والكرم أصالة شهد عليها التاريخ.
ثم إن موريتانيا وعلى خلاف غيرها، بناها أهلها بأموالهم وسواعدهم نشأة من عدم، خرج المستعمر عنه ولم يترك فيها بنية تحتية ولا عمرانا، وهذا محل فخر لنا، وهو حجة على أمثالك من المغرورين الأغرار..
ثم أعلم أن الخيمة التي سخرت منها بجهلك عنوانُ ثقافة لا تفقه أنت عنها، ومركز قوة ضاربة في الأصالة العربية ، فحين كان العرب المسلمون تحتها ملكوا العالم وذلت لهم مقاليده بحصونه ودوره وقصوره شعوبا وقبائل، ونحن لا نبغي بدلا عنها، نلازمها وتلازمنا، نفتحها للضيافة ونرفع ستائرها فلا تَرى مفرزة إسرائيلية تتصنت وتنقل التقارير، أحرى أن تجتمع مع الدعويين، ولا مكان فيها لما عهدته أنت وتعودت عليه من أقسام وعهود سرية أو ولاءات مشبوهة. ومن عرفنا عرف قيمتها وبدالنا لهذا احتراما. ولعله ما حدى بمقتل الحاكم الفرنسي أيام الإحتلال (كزافيي كوبولاني) بأيدي المجاهدين في غارة ليلية على حصنه بين جنوده وحرسه، فقد كان ينام تحت خيمة في الحصن. فلم تقبله الخيمة كما لم تقبلك، لتحتج بما صرحت به..
وكما رد عليك به أهل بلدك في الإعلام.. لبنان الذي تنتسب له وتتكلم فردا من حكومته ليس بأفضل حال من موريتانيا فيما انتقدته عليها فالكل يعلم فضيحة القمامات التي تردد صداها من سنوات ازكمت الأنوف وأضرت البيئة في البر والبحر، ومازالت مشكلتها قائمة حتى وقتنا الحاضر.
فقد أخطأ من دفعك وأترابك إلى ذلك التصريح الوقح على شاشة تلفزية ، فكان حريا به أن يجد غيرك يصلح لقول ما قلت وما كان ليجد. فأكثر الناس يستنكفون عن هذا المستوى، وأكثر الناس لهم ما يشغلهم بالأهم من شئون أعمالهم وبلدانهم وأنفسهم .
بقلم:اعلي الشيخ ابن أحمد بَلاَلْ.
[email protected]