شجبت مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية، أي مساس بذات العلي أو بمقام سيد النبيئين صلوات الله عليه وسلامه. وقالت إنه لا يمكنها، لأي سبب، أن نجيز الطعن في عدالته عليه الصلاة والسلام. ووصفت "إيرا" دعوة ولد اعبيدنا إلى تشكيل "جند الله " بأنها خطيرة وأن السلطات كان عليها توقيفه لأنه "صاحب سوابق" على حد تعبيرها، وتجب محاسبته على "ما جناه لسانه من الفهم السقيم والمجاهرة باحتقار وتجاوز قوة الدولة إلى قوة موازية هدامة".
وجاء في البيان " ننبه إلى أن القضاء، في أية أمة وفي أي زمن، لم يكن أبدا من اختصاص الشارع، ولم يكن يـُـقبل من الشارع، بحكم غوغائيته، أن يُصدر الأحكام في حق الأفراد والجماعات. وبالتالي فإن المقال المذكور أثار بعض ردود الفعل الخطيرة على مستقبل البلاد. فتصريح أحد رجال الأعمال بأنه مستعد لدفع مبلغ كبير لمن قتل صاحب المقال يفتح الباب للتمرد على القضاء وغياب الثقة فيه، ومن ثم خلق مرتزقة هنا وهناك تعاقب الناس بدافع الحاجة إلى المال. وهنا تفقد الدولة ، أكثر من أي وقت مضى، كل معانيها، وتتنازل عن أدوارها التي أصبح يلعبها كل من يملك ثروة فيوظفها في تطبيق الشرع والقانون من وجهة نظره. ونظرا لخطورة مثل هذا التصريح، وما قد يؤدي إليه من فوضى عارمة، كان لزاما على الدولة أن توقف المعني وتحقق معه وتردعه كي تسد الباب أمام ثقافة القتل وتصفية الحسابات خارج نطاق القانون.
وفي ذات الصدد قال داعية معروف، في شريط مسجل بمناسبة المقال المثير، أن عددا من الأشخاص عبروا له عن استعدادهم لقتل صاحب المقال، كما لو أن الدولة وقوانينها لم تعد تعني أحدا، وأن إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات أصبح سائبا كشاة بفيفاء "لك ولأخيك وللذئب". وهو ما يعني أن الوضع القائم في موريتانيا أصبح ينحو إلى الفوضوية والتفكك والغلو وسيطرة محاكم العامة والظلاميين في مسعى خطير لهدم أساسيات العدالة ومفاهيم المواطنة.
وفي رد للزميل عبد الفتاح ولد اعبيدن ـ توصلت به "الزمان" ـ وصف بيرام ب"المغالط كعادته " ونفى أن يكون الأمر كذلك.
وهذا نص بيانه: بلغني و أنا على جناح سفر بيان بيرام الذي دعا فيه إلى إرجاعي للسجن بحجة دعوتي لتشكيل فريق للرد على المستهزئين بشرع الله، والحقيقة أن بيرام سعى إلى المغالطة كعادته، فلم أدع إلى تشكيل ميلسشيات غير مأذونة وإنما دعوت إلى ما يلي بالنص:
" إنني أدعو إلى تشكيل اتظيم دفاعي مشرع لدى السلطات، ينتمي إليه كل راغب، على أن يعلم الشرع الإسلامي وفنون القتال، فيرد هذا التنظيم فوريا على بعد صدور حكم قضائي سريع غير قابل للطعن، ضد كل إباحي أو متعرض للكتب الإسلامية أو ذرة من التراث الإسلامي، أو مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.
وليسمى هذا الفيلق العسكري المطلوب بإلحاح "جندالله" .
هذا ما أعيد نشره في العدد 814 من صحيفة "الأقصى" ، ويبدو أن برام قرر مقارعة أصحاب الأقلام، وهذا جزء من العقاب الإلهي إن شاء الله بعد محرقة الكتب الإسلامية ومحاولة تفريق المجتمع الموريتاني المسلم المتآلف عن طريق التوظيف السلبي لملف العبودية
الزمان