لم يسجن لانه سرق او لانه تجاوز الحدود المدنية.
لم يسجن لانه لم يقم بواجبه.
لم يسجن لانه قال كلاما مغالطا
سجن لانه وقف امام من هددوا الامن العام لابسين المصلحة العامة للقيام بارهاب المواطنين و لم يسجنوا
المفوض المسؤول عن السجن لا يعرف من قضايا الشرطة او القانون الا كلمة ادخلوه في السجن و مهما كانت جريمته … و بعد فترة سنحقق معه و اذا كان برسئا سنطلب منه الاعتراف و الاعتذار … الاعتراف بماذا؟ و الاعتذار عن ماذا؟
المفوض (بكسر الواو او فتحه) يعرف ان طاعة المخلوق اوجب من الخوف من الخالق
في الاسبوع الماضي كانت فرقة من الهندسة العسكرية تقوم بحفر من اجل تزويد المدينة بشبكة مياه. و اثناء العمل تم تحطيم بعض الانابيب مما سبب العطش لبعض الاسر.
امرأة من الحي صرخت و سبت العمال و اسمعتهم ما لا يمكن نقله اذ لا يمكن للحروف ان تحمله مما اجبرهم على اصلاح ما افسدوا. اسرة اخرى جاء ممثلوها و كانوا شيوخا، فقابلهم المسؤولون بانواع التحديات و عرض العضلات لان هؤلاء الشيوخ لم يفهموا ان لغة العصر هي العنف بانواعه… تتابع شيوخ تلك الاسرة يطلبون التسوية بالتي هي احسن و تابع المسؤولون الرد بالاسوإ واحسن ما قيل للشيوخ افعلوا ما شئتم أي بالحسانية الفصحى “احويقرينكم”
جاءت امرأة ضعيفة تطلب حلا للمشكلة و كان حظها حسنا لان المسؤولين عن الحفر لم يضربوها … و تضامنا مع حالتها التي تغني من رآها عن السؤال عن حالها ذهب معها صحفي تضرر اهله و لم يتدخل و اشتكت هي فتدخل.
لم يكن باحسن حظا من الذين سبقوه … اجابه المسؤولون عن الحفر “افعل ما شئت و …” لم يجد حلا الا الجلوس امام الآلية الكبيرة “اكرادير” و رفض التحرك … امره –لم يطلب منه- المسؤول ان يفتح الطريق امام الجرافة فرفض.
رفعوا شكوى ضده لانه حسب كلامهم يعطل عمل مؤسسة عندها الحق في فعل ما تريد و لا يجب عليها اي شيء …
استدعاء من الشرطة –شرطة تيارت العظيمة- ثم وقوف او جلوس مع المسؤول عن الحفر امام المفوض … يخرج المسؤول عن الحفر هاتفه و يعطيه للمفوض قائلا “السيد المفوض معك الكولونيل”. يأخذ المفوض الهاتف و تبدو عليه علامات الخوف و مباشرة يامر باحالة المدني المتضرر الى السجن في المفوضية.
السجن عبارة عن غرفة لا يوجد فيها سوى فتحة صغيرة واحدة، يودع فيها من تريد الشرطة اذلاله. من دخلها لا يحق له ان يشرب او ياكل او يخرج لقضاء حاجته الطبيعية … و مهما كانت جنايته.
من دخلها فله ان يتبول فيها و ينام اذا شاء.
هذه الغرفة في دولة اسلامية تتكلم عن حقوق السجناء المجرمين الذين تمت ادانتهم، اما الذين لم تتم ادانتهم لاي سبب فليس لهم اي حق؟؟؟؟ منطق واضح و جيد
يتجمهر بعض الناس امام المفوضية مطالبين باطلاق سراح المظلوم … و يتجنب اهله تصعيد الامر … و المفوض لا يهمه الا ان يرضى عنه كولونيل و لو على حساب اي احد … و لو على حساب الدين فالمسجونون بحق او بغير حق لا يسمح لهم بالصلاة اذ لا يسمح لهم بالتطهر
و بعد 24 ساعة يعرف الصحفي جريمته: تهديد الامن العام.
ليس قطع الماء عن المواطنين تهديدا للامن العام
و ليس عدم الانسانية في سجن المفوضية تهديدا للامن العام
و ليست اهانة البشر تهديدا للامن العام
و ليس اهانة الشيوخ تهديدا للامن العام
و ليس سوء الخلق تهديدا للامن العام.
حالة مفوضية تيارت تعكس صورة اهلها من ناحية الاخلاق و الدين و طاعة المخلوق في معصية الخالق: قهر المواطنين طلما لارضاء ضابط من الجيش و لو بمعصية
الى متى سيظل المسؤولون عن ضبط الاخلاق هم اول من يهدد الاخلاق؟
الى متى سيظل من يجب عليهم حماية المواطن و توفير الامن له هم اول من يهدده؟
متى ستسيطر الشرطة و في تيارت بالخصوص على الذين يسرقون و ينهبون و تلبي طلبات الذين يطلبون حقهم؟
هل من مجير؟
اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي و هواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين و انت ربي
قلم / احمد اسحاق
- See more at: http://doulvinepresse.com/ar/%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B...