ـــــــــــــــــــــــــ إستيقظت باكرا وتهيأت للذهاب للعمل وبقيت هناك حتى تمام الساعة العاشرة ثم قررت التوجه لبلدية تفرغ زينة دلفت من بابها فتوجهت ناحية السكرتيريا المركزية فطلبت منهم شهادة سكن لإتمام ملف جنسيتي الموريتانية، بحكم ميلادي في مقاطعة تفرغ زينة فطلبت مني فاتورتي المياه والكهرباء فسألتها عن مكتب العمدة فدلتني عليه فألتقيتها والابتسامة تعلو محياها وبعد وصول دوري تقدمت إليها بطلب شهادة سكن فاخبرتني بمستلزمات الملف فتعذرت بضيق الوقت فاخبرتني أن الإجراءات تقتضي ذلك فحييتها واقفلت راجعا وفي طريقي تمنيت أن تكون العمدة قد فهمت أنه ليس فرضا أن يكون كل مولود ببلدتيها مازال يسكن هناك تمنيت أن تكون العمدة فهمت أن الارجوحة السياسية ببلدي قد أنهكت أسرا فسكنوا في غير بلديتها تمنيت أن تكون العمدة علمت أن الطفرة الاقتصادية ببلدي قد أنهكت عائلات وأبعدتهم عن مكان ميلاد ابنائهم لكن مع كل هذا أخذت لها العذر في أن القانون قانون رغم قساوته وأن العواطف والأمنيات مكانها فوق السجادات لا مكاتب الإدارات ثم واصلت طريقي نحو بلدية عرفات مصحوبا بفواتير المنزل دلفت مقر البلدية بعد مشقة الطريق وتقعرها لاحظت وجود شباب وفتيات وأحاديث عن تكوينات بلمسة سياسة فعذرتهم لأنهم مازالوا مغرورين بالبرقع النهاري والمجون الليلي توجهت كالعادة تلقاء السكرتاريا المركزية فاستقبلني شاب كث اللحية حييته وطلبت منه شهادة سكن وأخرجت له فواتيري لأثبت أني مقيم بولاية عرفات فطلب مني إحضار شاهدين فقلت له أنا لم آت لشهادة زواج فمازلت أعزب قال لي من أجل شهادة سكن يجب إحضار شاهدين فقلت له أنا قادم من بلدية تفرغ زينة وأخبروني هناك أن الملف يتطلب فواتير المياه والكهرباء لا أكثر فقال لي هذه أوامر عمدتنا ورمقني بنظرة حضر في بالي مشهدين يجسدان اللحظة أولهما فيلم طيور الظلام ( الحكومة كافرة فاجرة.... ) والثاني كأني كنت في عاصمة بلاد الفرنجة وعدت لعاصمة الدولة الفاطمية، خرجت ولم أحظ لفترة بشاهد يحمل بطاقة تعريف وطنية فوجدت أحد العمال طلبت منه الشهادة فوافق وقال لي أشهد أنك الآن في عرفات( تلاعب بالأحكام وفن في التورية) فلا غرو فالإسلام شعار يمتهن وقت الحاجة ويترك إن خالف الحاجة هكذا الإسلام السياسي، في محصلة الأمر وكعادتي أستخلصت من الأحداث مايلي:هشاشة الإدارة وتغييب المصلحة العامة للمواطن في ظل فرض الأطروحات السياسية وأن المواطن هو البقرة الحلوب التي يمتص دمها ولبنها آخرون ينتفعون منه ويتشدقون بالوطن وروح المواطنة ويبقى المواطن البسيط يتشقلب في هزات الارجوحة السياسية _لك الله يا موريتانيا
محمد لقظف سيد مالك