في ما يبدو أن ولوج الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمؤسسة العسكرية .. في بداية مشواره التعليمي والعملي .. وتدرجه في الرتب والمناصب العسكرية طوال عقدين من الزمن..وما تلا ذلك من تواجده -بموجب الوظيفة- بالقرب من أعلا مركزٍ للقرار في الدولة .. لم يكن الرئيس “عزيز” بحسه وحدسه الوطني بمعزل عن مايجري حوله .. من تهافت للدولة وهيبتها .. واستشراء للفساد في أركانها .. وبعدها عن إقليمها العربي والإسلامي .. بل كان يرى ويرقب كغيره من أبناء هذا الوطن المخلصين .. الطريقة التي كانت تُسيّر وتدار بها الدولة الموريتانية .. ومايدور في الخفاء -في أروقة المشهد السياسي-.. وما تشكل عبر سنوات طوال من بؤر ودوائر للفساد باتت مقرا ومستقرا للمحسوبية والزبونية .. تورط فيها كثير من الساسة و”المعارضين اليوم ” مما إستحال معه قيام واستمرار دولة قوية جامعة مانعة .. يسود فيها العدل و تتكافؤ فيها الفرص أمام الجميع .. بكل هذه المعطيات التي تنبع من قراءة صحيحة للواقع السياسي آنذاك ..تولدت لدى”الرجل الحازم”.. قناعة راسخة .. بوجوب أخذ زمام المبادرة .. والرجوع بالوطن الغالي إلى المسار والمسلك الصحيح .. حتى ترسو سفينته على برّ الأمان، رغم ما يحفّ ذلك من مخاطر ومصاعب في الداخل والخارج ..فكان له ذلك .. مع نخبة مرموقة من الضباط الوطنيين عبر ثلاث محطات ..كان آخرها اكتساحه لانتخابات رئاسية شفافة ونزيهة يوم ( 18 يوليو 2009) ليتوج بذلك كثامن رئيس للجمورية الإسلامية الموريتانية .. وتبدأ ملامح مرحلة وحقبة مضيئة في تاريخ بلدنا المعاصر .. في العلاقات الدولية :بدأ الرئيس محمد ولد عبد العزيز حكمه بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني المغتصب وتسويه سفارته بالأرض ..في ظروف صعبة وحالكة كان العدوان مستعرا فيها على غرة .. ليطوي بذلك صفحة من العار تلطخ بها ساسة وحكومات متوالية لم تحرك ساكنا .. كان آخرها حكومة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ،التي شارك فيها الإسلاميون واليساريون !! لتعود موريتانيا لمحيطها العربي والإسلامي معززة كما كانت أول مرة.. والعارف والعارف بالتجاذبات والحاجة للموازنة والتقدير في العلاقات الدولية ..يدرك مدى شجاعة هذه الخطوة والإقدام عليها .. باختصار شديد قطع العلاقات وطرد السفير الصهيوني ..خطوة تستحق التقدير.. وستبقى نجما ساطعا في تاريخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
في الأمن ومكافحة الإهاب : بعد أن كانت جهود الجيش مبددة ومشتتة وبتسليح متواضع للغاية .. لا يتناسب مع حجم التحدي .. عمد الرئيس “عزيز” ومن أول وهلة إلى بناء مؤسسة عسكرية وأمنية .. قوية ومتماسكة .. قادرة على مواجهة التحدي ، ووضع الخطط الأمنية المحكمة .. والتي أفضت إلى تأمين الحدود الشرقية الجنوبية والشمالية .. والضرب بيد من حديد كل الجماعات المسلحة وعاصابات التهريب .. التي كانت تعيث فسادا في تلك الربوع و كادت شرارتها لولا فضل الله ثم عين الأمن الساهرة .. أن تصل بالمفخخات إلى قلب العاصمة .. بموازات ذلك وبرعاية رسمية من رئيس الدولة دخل العلماء والفقهاء والمفكرون في حوار جاد ومثمر .. كان من نتائجه ، رجوع عشرات الشباب إلى جادة الطريق ونبذ فكر التطرف والتكفير ..فعاش الناس سنوات أمان وعافية .. ولله الحمد لانزال ننعم بها ..باختصار شديد : تسليح الجيش وقوى الأمن ،والانتصار على والإرهاب،وتأمين الحدود .. خطوات تستحق التقدير.. وستبقى نجما ساطعا في تاريخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز. أما على صعيد التنمية وما ينفع الناس: فلست بصدد تعدادها .. وما لا يدخل النزاع ، ولا يمكن أن تتبناه أي جهة ولا نظام سابق أو لاحق ..وسيبقى مرتبطا إرتباطا وثيقا بالرئيس محمد ولد عبد العزيز ..على سبيل الإيجاز : – الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة : هذا المشروع الاستراتيجي والعملاق الذي أحصى الأمة الموريتانية بشكل نزيه وشفاف .. بعد أن كانت أوراقها ووثائقها عرضة للعبث والمتاجرة .. – تحرير الفضاء السمعي البصري : وتبوأ موريتانيا مراكز عالمية متقدمة في حرية التعبير والصحافة ،منها المركز الأول عربيا سنوات متوالية . – تنفيذ مشروع مطار انواكشوط الدولي (أم التونسي) : الواجهة المدنية للدولة .. – إنهاء مشكل الترحيل وتوزيع القطع الأرضية على المستحقين .. – انشاء مفتشية لمحاربة الفساد ، والمحاسبة والحفاظ على أملاك الدولة – تجمع ترمسه و انبيكت لحواش والشامي ..– المجلس الأعلى للشباب..وادماج الجموع الغفيرة من الشباب والشابات في مناصب سياسية مرموقة في البلد .. وتجديد الطبقة السياسية .. – إنشاء المجلس الأعلى للفتوى والمظالم .. – خلو السجون من أي معتقل سياسي وتسوية ملف سجناء غوانتانامو .. وغير هذا كثير..اختصار شديد :سنوات حافلة بالإنجاز والتنفيذ .. ولازال الخير آتٍ .. وستبقى هذه القرارات والإنجازات قيمة وطنية تستحق التقدير ..ونجما ساطعا في تاريخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
تحياتي : الشيخ يحفظ أعليات : مستشار دولي في العلاقات السياسية والدبلوماسية