الكلبة “هابا” تتقدم للمنازلة !؟ /سيدي عالي بلعمش

hapa

منذ إنشائها، عملت “هابا” على تشويه صورة الإعلام في موريتانيا و إضعافه و تطويعه لنزوات النظام و تحويل الحقل إلى بازار حقيقي ، يتحكم فيه الغوغائيون و الأدعياء. ـ وزعت الهابا التراخيص على قافلة من الأميين تزركش مواقعهم اليوم لوحات الإعلان من كل حدب و صوب.

ـ احتضنت أميين لا يكتبون و لا يقرؤون و حولتهم إلى نجوم إعلام، هم الآن من ينظرون على الفضائيات لرسالة الإعلام و مهمته و واجبه و نواقصه و زوائده.. ـ وزعت الكلبة تراخيص الفضائيات بالتنسيق مع جهاز مخابرات الدولة على آخر من يمكن أن يؤمنوا بأي رسالة أخلاقية في الوجود.. بأي نواميس تلامس نبل الأحاسيس الإنسانية .. آخر من يمكن إقناعهم ـ لو جعلنا رسالة الإعلام في الدرجة العاشرة من اهتماماتهم ـ بأن شيئا في الوجود يمكن أن تكون له أي قيمة في الحياة غير النقود.. ـ أستثنت الكلبة من التراخيص كل من لهم أي خبرة في المجال.. كل من لهم أي تجربة في الحقل.. كل من لهم طموح مشروع بوسائلهم و إرادتهم و مؤهلاتهم ..

ـ لقد كانت الكلبة “هابا” أحد أسوأ أجهزة تدمير مناعة البلد عبر التاريخ .. أحد أحقر أجهزة التبعية العمياء منزوعة الإرادة و الطموح و الوطنية و الأخلاق ، عبر كل مراحل الدولة الحديثة ..

ـ “هابا” ، حين تسمعون ولد عبد العزيز يبرر كل خطأ في النيبال بتراكمات أخطاء الرؤساء الموريتانيين القديمين، لماذا لا تقولون له “هؤلاء رؤساء موريتانيا و علي فخامتكم احترامهم” و تعرفون جيدا أنه ليس من بينهم من لم تكن أحذيته أفضل و أشرف من وجه ولد عبد العزيز..؟ ـ حين يقول رئيسكم مصان الشرف “ما الدستور إلا أوراق نحن من عملها و يمكننا أن نرميها و نأتي بغيرها ” لماذا لا تقول له الكلبة: فخامة الرئيس هذا ميثاق شعب لا يليق الحديث عنه بهذه الحماقة و العنجهية ..؟ ـ حين يقول ولد عبد العزيز “المعارضة عجائز بائسون تجاوزهم الزمن” لماذا لا تقول له الكلبة، فخامة الرئيس هذا التعبير عنصري و تصنيفي و ليس من عادات الشعب الموريتاني و لا من قيمه الإسلامية الأثيلة الحديث إلى كبار سنه بهذه الوقاحة “المستكلبة”، أم أن لا رئيس عندكم لموريتانيا غير عزيز و لا محترم يجب عدم المساس بشرفه إلا هو، أيتها الكلبة الحقيرة.؟

لو سمعنا صوتكم مرة واحدة تدافعون عن غير هذه العصابة المارقة لصدقناكم.. لو رأيناكم مرة واحدة تناصرون من لا ترضى عنهم العصابة لبحثنا لكم عن ملتمس عذر.. لو كنتم جديرين بالاحترام على أي مستوى لما كنا نحن من يضن عليكم به . أما وقد اخترتم أن تكونوا من أنتم، فلن نزيدكم على ما اخترتم لأنفسكم..

قالوا له ” والله أل اندعرت يا كوماند لعت الدور 100 فارس عند نحن” لقد اندحر ولد عبد العزيز فعلا إذا كان أصبح يريد المدد من الكلبة “هابا” : “لن نسمح بعد اليوم بالمساس بشرف رئيس الدولة” هي لم تعد دولة في سوى إصرارنا نحن و الدليل تحكمكم أنتم و محسن ولد الحاج و امربيه ربو و ولد عبد العزيز في قرارها و رقاب أهلها.. اقنعوا ولد عبد العزيز أولا بأنه رئيس قبل أن تحاولوا فرضها علينا نحن . اخبروه بأن الرؤساء لا يكذبون على الشعوب .. لا يكذبون على الملوك و الرؤساء .. لا ينافسون التجار في كل كبيرة و صغيرة .. لا يأخذون العمولات في أياديهم من كل من هب و دب .. لا تطلع أصواتهم مسجلة مع عصابات الجريمة المنظمة .. لا يتهمون برعاية المخدرات .. لا يتعهدون لعمال “اسنيم” براتب شهر لن يهل قبل ولادة البغلة. أنتم من يسيئون إلى رئاسة الجمهورية باعتباركم ولد عبد العزيز رئيسا لها .. أنتم من يسيئون إلى الشعب الموريتاني بالدفاع عن عصابة نهبت خيراته و أذلت أهله .. أنتم من يسيئون إلى موريتانيا و هي أهم منكم و منهم، بنباحكم في وجه كل من وقفوا بشموخ و تحدي في وجه هذه العصابة الحاقدة .. أنتم من سيحكم التاريخ في النهاية ـ و سيحكم حتما ـ بخيانتهم لوطنهم و بيع ضمائرهم و صغر نفوسكم و جبن أرواحكم و ارتزاق مواقفكم .. لقد هزلت حقا حين تصبح الكلبية “هابا” تمنع و تسمح ؛ سنكون مستعدين للوقوف أمام أي محكمة لتثبت لنا “الهابا” شرف من لم تعد تسمح بالمساس بشرفه؛ إذا كانت سترد على “لموند” و مامير و بو و تثبت كذبة صفقة السنوسي و تلغي اعتراف ولد عبد العزيز بصوته في فضيحة “آكراغيت” و صناديق كومبا با أو تثبت لنا أن رعاية المخدرات و تبييض الأموال و تكثير النقود و نهب المال العام و استدراج السنوسي لبيعه لعصابة لا تتمتع بأي شرعية أمور لا تمس الشرف و لا تلغيه عن من تحبه “هابا” !! لم يستطع القائمون على “الهابا” أن يقولوا يوما ؛ هذا جهاز صنعته الدولة للدفاع عن تجاوزاتها لكن هذا بلدنا و شعبنا و يجب أن يكون لنا رأي فيه.. لم يستطيعوا أن يجتمعوا يوما ليقولوا إن علينا أن نقوم ببعض الواجب الوطني حتى لو كرهت السلطة .. لم يستطيعوا يوما أن يقولوا يمكننا أن ندعم ولد عبد العزيز و لكن في حدود الممكن .. لم يستطيعوا يوما أن يجتمعوا ليقولوا لن نقبل أن يحرقنا هذا النظام و يلطخنا بالدفاع عن جرائمه ـ لقد تم توقيف الصحفي حنفي بسبب دعوى من صار إبراهيما و تم التحقيق معه حول تسجيلات صدرت على موقع تقدمي و تم سجنه لأسباب أخلاقية : ثلاث قضايا لا تمت أي منهم إلى الأخرى بشيء؛ نريد الكلبة “هابا” قبل أن تحاول أن تبيح أو تمنع علينا، أن تقول لنا ما هو كان واجبها في هذه القضية و ماذا فعلت منه؟ ـ تم الاعتداء على الصحفي حنفي في الشارع العام و بحضور أناس كثيرين ما زالوا موجودين و مصدومين من ما حصل أمام أعينهم؛ ففي حين انهالت عليه كتيبة من بلطجية أقارب عزيز ضربا و ركلا أمام طفله الصغير، كانت زغاريد نساء القبيلة تشنف مسامع الحضور في مشهد جبان تعفه كل نفس كريمة، ليقول له مفوض الشرطة : نعرف كل من اعتدوا عليك لكننا لا يمكن أن نوقفهم لأنهم أقارب “الرئيس”. فما هو كان دور “الهابا” هنا و ماذا فعلت منه الكلبة الحقيرة؟ و ماذا يمكن أن يؤخذ علينا لو أطلقنا النار على المارة تعبيرا عن استحالة الحياة بكرامة في هذا البلد؟ ـ تم السطو على مقر موقع تقدمي و فتحت أبوابه من دون تكسيرها و لم يؤخذ منه غير ذاكرات الأجهزة و ما يمكن أن يحتوي على معلومات تفيد في كشف مصادر الموقع مما يدل بوضوح على أن العملية مرتكبة من قبل الأجهزة الأمنية. فما هو كان واجب الكلبة الحقيرة و ماذا فعلت منه؟ ـ تم حرق بيته و سيارته بقصد إبادة أسرته في عملية إجرامية من الطراز الأول ، فماذا كان واجب الكلبة و ماذا فعلت منه؟ ـ ظل موقع تقدمي الأكثر قراء و أهم مادة إعلامية ، من دون أي إعلان تجاري ، فما هو كان واجب الكلبة و ماذا فعلت منه؟ حين ترد الكلبة “هابا” على سؤال واحد من أسئلتي ، سنطـأطئ لها رؤوسنا إجلالا و احتراما و سمعا و طاعة و اعترافا . الديمقراطية في أي بلد تقاس بتعامل السلطة مع الصحافة اليسارية لا مع الصحافة التابعة لها ؛ لم تكن الكلبة ناصحة لولد عبد العزيز و لا ناصفة للصحافة و لا مؤمنة بأي رسالة وطنية في أي حد يمكن فهمه أو تجسيده، لتظل عبئا على النظام .. عبئا على الصحافة .. عبئا على الوطن . لا تساهم إلا في تحريف الواقع و تشويه الصحافة و تضليل الرأي العام و تشجيع العصابة المغتصبة للبلد على المزيد من الانحراف و الطغيان. فمتى نبتت أظافر و أنياب “الهابا” لتهدد و تتوعد اليوم؟ متى استيقظت نخوتها فجأة لتلزم الصحافة بما يسمح به القانون و تمنع ما يمنعه؟ أم أنها شراسة الكلبة حين تمتلئ أطباؤها مخاضا في مملكة ترسم حدودها تبولات عزيز على القانون؟

 

/ سيدي علي بلعمش

أربعاء, 19/08/2015 - 00:50