قبل أيام كلمني أحد الأصدقاء في الطرف الآخر وأخبرني أنهم في المجلس الأعلى للشباب طلبوا منه الحضور لمباني الولاية يوم الثلاثاء لإجراء مقابلة مع الوالي وعند وصوله وَجَد ما يزيد على الخمسين شابا تم إستدعاؤهم لنفس السبب وجلسوا في الإنتظار من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الرابعة مساء بدأ الوالي بإستقبال الشباب، استقبل عشرة منهم وطلب من البقية الذهاب إلى بعد غدٍ أي يوم الخميس.
أخبرني صديقي بالقصة في نفس الليلة فكتبت في اليوم الموالي تدوينة عن المجلس الأعلى للفيافي شاركتها مع بعض الأصدقاء وبما أن هذا الفضاء عامرٌ بأزلام الداخلية وخفافيش المخابرات تلقيت رسالة في نفس المساء من المجلس وبعدها مكالمة من الولاية طلبوا مني الحضور لمقابلة الوالي يوم الخميس، بعد إنتهاء مكالمتي مع ممثل الولاية إتصلت بأحد الأصدقاء النافذين في الحكومة وحصلت منه على معلومات تفيد أن الأشخاص الثلاثة قد تمَّ إختيارهم من قِبَل الرئاسة وجميعهم من غلمان الحزب الحاكم وهذه المقابلات ليست إلا مسرحية لإلهاء وتضليل الشباب ثم حصلت بعدها على الأسماء الثلاثة.
عندها قررت الذهاب للولاية لسببين أولهما هو التأكد أن الأسماء التي حصلت عليها موجودة في اللائحة التي تم إستدعاؤها للولاية، والسبب الثاني هو التعرف على شباب الولاية من أجل تكوين صداقات وجبهات جديدة تستطيع أن تخدم الولاية..
وصلت إلى الولاية عند الساعة العاشرة جلست في قاعة الإنتظار مع الشباب وكنت الوحيد الذي تمت إضافته للمجموعة بدأتُ أتصفحُ اللوائح فاكتشفت أن الأسماء موجودة فعلا في اللوائح وقد أَجرت المقابلة يوم الثلاثاء مما يعني أن 43 شاب التي كانت معي يوم الخميس والتي من بينها موظفون تركوا أعمالهم ليحضروا المقابلة كانوا ضحية لمسرحية أخرجتها الرئاسة بالتعاون مع المجلس الأعلى للتملق وبإشراف من الوالي.
الإشكالية هنا ليست في أن الرئاسة اختارت ثلاثة أشخاص من متملقيها لعضوية الجمعية العامة فنحن جميعا نعرف أن هذه الحكومة لا تعترف بمن يعارضها وتعتبره-لسخافتها- دخيلا على هذا الوطن ولكن الإشكالية هي في تلاعب مؤسسات مهمة في الدولة كرئاسة الجمهورية والولاية بالشباب وتضييع وقتهم وإحتقارهم ودعوتهم لمقابلة محسومة النتائج وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه.
حتى الأسئلة التي تم طرحها في المقابلات كانت سخيفة كأصحابها فهي على النحو التالي:
عرف على نفسك؟؟؟
أين درست الإبتدائية؟؟
قل باللغة الفرنسية ماذا ستقدم للشباب لو تم إختيارك؟؟؟
ما قبيلتك وأين ولدت؟؟
أما بالنسبة للمجلس الأعلى للتملق فما هو إلا يافطة رفعها الرئيس لخداع الشباب كيافطة رئيس الفقراء التي خدع بها الفقراء وأكبر دليل على أنه مجرد مؤسسة من مؤسسات التملق لمحمد ولد عبد العزيز هو تلك الرسائل التي وصلت لجميع المترشحين للجمعية العامة لدعوتهم للمشاركة في مهرجان التملق..
تحياتي...
سيدي محمد ولد عبدو ولد الإمام
