كأنما كانت العشرية الأخيرة فترة مارست فيها “المعارضة الراديكالية” الموريتانية على نفسها ما بات يعرف في بعض الأدبيات ب “الإغتيال المعنوي” .
هبْ أنهم ابنعثوا من تحت رماد زهاء عقد من تنفيذ فكرة (التجويع الإنتخابي) على الذات ظنا آن ذاك أنها نكاية في السلطة ، و لملموا شتات “مناضلين” تفرقوا في فجاج المصالح و بين أهواء المطامح …
فهل يصلح العطار ما أفسدت سنوات (المقاطعة) ؟ .
ألم يعترف “العائدون” إلى النزال الإنتخابي ضمنيا أن رؤيتهم كانت صبيانية ؟.
أليس البحث عن السلطة أبسط بمراحل و أشواط من تدبيرها ؟.
سنوات مارسوا فيها على مشروعهم السياسي لعبة “الموت بالتقسيط المُريح أو المُزيح ” ، و كانت في تلك الأثناء يد البِناء تسابق الزمن في موريتانيا الجديدة فحمد الشعب غِبها ، وزادت قناعته بالقيادة الآسرة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، فسلكت به طرق التألق و قطعت به سنوات ضوئية على درب التنمية .
اليوم و بعد تطواف طويل مرهِق بدءا بمباركة “الإنقلاب” إلى “عام الرحيل” و منه إلى “سنوات الإختفاء” .. ، تبدو المشاركة بمثابة “طبيب بعد الموت” .. و كأنما كتب في الأزل أنه هو الكيان السياسي الذي لا يصل أبدا إلى السلطة … ، ( كل مُيسر لما خلق له) .
الربيع /المدير الناشر : محمد المختار ولد تديه