إذا كان باستطاعتنا أن نثني على أي شيء في عهد ولد عبد العزيز فهو لا شك ظهور هذه الكوكبة من المبدعين الحقيقيين التي احتلت واجهة المشهد الثقافي و السياسي و الإعلامي في البلد ؛ بنه ولد الشنوف و الشنوف ولد مالو كيف و أحمد سالم ولد هيبه و كوص؛ لقد أصبح التهريج كوميديا سوداء لا تطال و أصبحت أهم تظاهرة ثقافية في مهرجان المدن القديمة سباق الحمير و أصبحت مدونة مالو كيف الرديئة (الطواري) موقعا محسودا و تدويناته مخجلة الأفكار رديئة اللغة عجيبة الصرف و النحو، افتتاحيات موهوبة!!
لطفك يا رب بموريتانيا ، ما أصعب ما تعانيه.
قال المتنبي إنه عاش كل أنواع المآسي و عرف أكثر المواقف إحراجا لكن أصعب ما لاقاه في حياته هو خطاب من لا يفهم …
إذا كتبت اليوم مقالا في هذا البلد العجيب لا بد أن تصبح زميلا لشنوف ولد مالو كيف، تعرف وفاءه لأصدقائه و تشهد أن ما تملي عليه خيرة و توتو، تكريس حرفي لحرية الرأي و نزاهة الفكر و التزام بأعلى درجات الاحتراف و المهنية !!
“لست من الذين تعطي لهم الاوامر و لست من الذين يحجبون الحقائق عن قادة الانظمة” أما الأوامر يا شنوف فلم تعد تنتظر صدورها إليك من شدة الاندفاع و أما “حجب الحقائق عن قادة الأنظمة” فهذا كلام أكبر منك؛ حين تصلك أي حقيقة يا شنوف لا بد أن تكون قد طافت بالعالم عدة أشهر قبل ظهور نسختك المشوهة بتعليمات خيرة و أوامر توتو و صعوبة الكتابة و تشنج التشنف.. “لست من الذين يدخلون في صفقات سرية ضد الوطن” أنت معذور في إعلان صفقاتك ضد الوطن يا شنوف لأن من يعيش مثلك بين النساء و يأتمر بأوامرهن المدللة و يداري أمزجتهن المتقلبة خوفا و طمعا لا تناسبه أي سرية، إذا لم يكن شاهدها المهجن..
و من يسمع كلام شنوف يعتقد أنني عشت معه عمرا مديدا، في حين لم أعرفه غير أيام معدودة (على الأصابع) كان فيها “بودي غارد” للرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله بعد الانقلاب عليه و خروجه من السجن، كنت فيها قليل التردد على الرئيس و كان فيها مشغولا بحراسة أحذيته و زجر من يقترب منه، لأراه فترة بعد ذلك يركض تحت ولد عبد العزيز قبل ظهور مدونته الشعبية (الطواري) التي حولها إلى مثال حي لانحطاط الصحافة في البلد و حولته إلى أضحوكة يتندر بها الجميع: الأخطاء الإملائية و النحوية و الصرفية و المطبعية و اليدوية و سذاجة الأفكار و رداءة الأسلوب و خفة الروح و صغر النفس و تزلف الطبع.
ـ “لا يمكنني أن أصدق انك من الذين يزعجهم النجاح الغير متوقع للطواري لأنني لا اعتبرك سيئا مثل غيرك” يا شنوف غير غيرك لا يدخل عليها التعريف في لغة العرب و ما يزعجني أكثر و يحولني إلى أسوأ الناس و أكثر المنزعجين من “الطواري” هو هذا “النجاح الغير متوقع” لأنني إذا قبلته أساهم في تشويه لغة العرب و إذا رفضته أغضب خيرة و توتو.
و من يسمع شنوف يتحدث عن نفسه و عن مدونته سيئة السمعة و السيرة و السلوك و الحظ، يعتقد أنه أمام مدير صحيفة “لموند” أو التايمز” أو “البرافدا” .. مدونتك يا شنوف مجرد “سيئة تجسدت” و تدويناتك المخجلة شهادة وفاة للثقافة في هذا البلد .. شهادة انحراف قيم .. شهادة انجراف مجتمع كامل إلى الهاوية .. شهادة لتبرج الجهل في هذا البلد .. شهادة لتعري الوقاحة .. شهادة لتبجح الانحطاط .. شهادة لتحكم الاستهتار .. شهادة لكسر حاجز الخجل..
لو لم أكن أشفق عليك لأنني أفهم أن الطمع يرمي بأمثالك في أي جحيم ..
لو لم أكن أشفق عليك لأنني أفهم أن من يحركونك أكثر جهلا منك و أقل تسامحا مع من يشترون خدماتهم الرخيصة من أمثالك..
لو لم أكن أشفق عليك لأنني أفهم أن جهلك المركب لا بد أن يرمي بك يوما في هاوية بلا قاع..
لألقمتك علقما ساخنا لا تفتح فمك من بعده لكنه من حظك أنك مدعاة حقيقية للشفقة في جهلك و هوانك و خفتك و طيشك و هي صفات تجعلك “كملة اكطيفة” لا عدو سجال فكري.
لقد حاولت هنا أن أفهم من يحركونك أنهم مكشوفون أكثر من سذاجتك، أما أنت فأربأ بنفسي عن التعاطي معك .. فمن أنت .. من أنت يا شنوف؟