بلدية الغايرة والترويج للصراع بين الساكنة ...تدوينة

ÙتÙجة بØØ« اÙصÙر ع٠بÙدÙØ© اÙغاÙرÙ

ـــــــــــــــــــــــــ (المكاسب السياسية الضيقة مقابل السلم الإجتماعي)
لقد لفت انتباهي وانا اتصفح المواقع مقالا بعنوان الوزير الناني يتجه لإخراج أحد رموز الحزب الحاكم من مسقط رأسه . حاول من خلاله صاحبه حصر مايجري من حراك سياسي في هذه الآونة ببلدية الغايرة في مجرد صراع بين السكان الأصلين والوافدين مجسدا ذلك في شخص كل من السلامة ولد عبدالله والناني ولد اشروق ، وكأن صاحب المقال من خلال تصوره قد حاول إعطاء ابعاد إجتماعية لاتخلو من استنهاض للنعرات ، حينما ركز علي الخلفية الاجتماعية والجهوية للطرفين دون أن يستند في ذلك علي معطيات واقعية يمكن ان تجعل منه حقيقة ملموسة لما يجري من حراك في هذه البلدية .
لقد غاب عن ذهن صاحب المقال أثناء كتابته ماتتحلي به بلدية الغايرة من ابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية تجعل من الترويج لصراع جهوي بين ساكنتها وربطه بشخصين أمر يفتقر بحق للمبررات الموضوعية والأخلاقية وذلك للأسباب التالية :
1) ان بلدية الغايرة تضم قرابة العشرين فصيلا إجتماعي وسياسي ، وهي من أكثر بلديات الوطن تعاطى مع مختلف المناسبات السياسية التي شهدها البلد ، مما خلق منها مجالا خصبا لتلاقي وتعاطي أكثر من ناشط سياسي واقتصادي ، الشئ الذي يستبعد ربط مايجري من حراك سياسي في هذه الأثناء علي خلفية تنصيب الوحدات القاعدية لحزب الإتحاد من اجل الجمهورية بشخصين ويجعل منه تجن علي ساكنة البلدية ، ومصادرة غير مسبوقة لمواقفها مما يجري ، وعدم دراية لحقيقة وواقع التحالفات السياسية والإجتماعية بداخلها ، والتي تتحدد في الواقع من خلال الطموح الذاتي لكل مجموعة قبلية ، وان كانت حقيقة وواقع ذلك الطموح قد تتشعب وتتعقد بفعل إختلاف توجه وميول كل ركيزة من ركائز تلك المجموعة ، التي قد لاتتقاسم في الغالب نفس الطموح مع غيرها من أبناء جلدتها.
2) لقد خلق الموقع الجغرافي الرائع لبلدية الغايرة منها ملتقى طرق لأكثر من ولاية ومقاطعة وبلدية ومجالا إقتصاديا وتنمويا متميزا هيأ الظروف لإقامة العديد من الكوادر والمثقفين ورجال المال والأعمال مما يجعل الترويج للصراع بين السكان الأصلين والوافدين وإدعاء استحواذ أي من الناشطين السياسين بالبلدية علي مقدراتها السياسية أمر مستحيل .
3) إن نجاح أي ناشط سياسي في مثل هذا النوع من الإستحقاقات رهين بأن تكون لديه إمتدادات وجذور اجتماعية تتجاوز حدود المجال الجغرافي الذي ينشط فيه الي عوالم أرحب واسع تفتح له مجالا اكبر للمناورة وتعطيه حرية أكثر في المنافسة وهو مايفتقر اليه معالي الوزير الناني ولد أشروق ، علي إعتبار أن إمتداده الاجتماعي الغيرمجمع عليه أصلا لايتجاوز حدود بلدية الغايرة .

4) لايعد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحزب السياسي الوحيد الناشط بالبلدية ، بل توجد الي جانبه العديد من الأحزاب السياسية الأخري ، منها مايتمتع بقواعد شعبية عريضة كما هوالحال مثلا بالنسبة لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل ) .
5) ان ما يراد لبلدية الغايرة أن تشهده من إنقسام في وجه الإستحقاقات المقبلة يذكرني بواقعها السياسي أثناء الاستحقاقات البلدية والنيابية الماضية والتي مكنت لائحة التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل ) من الفوز ببلديتها وخروج لائحة الاتحاد من أجل الجمهورية من المنافسة في الدور الأول .

من صفحة المدون /محمدالامين

أحد, 06/05/2018 - 00:42