في بيان نشرته شركة تازيازت في بعض وسائل الإعلام 13 فبراير 2018 ، قالت فيه على لسان رئيسها مديرها العام السيد (بول رولينسون) إنها تسعى إلى مضاعفة إنتاجها أربع مرات ، و تحدثت عن أرقام فلكية يصعب على المرء تصديقها في الوقت الذي يعيش فيه سكان ولاية إينشيري (أكجوجت و بنشاب و مابينهما) و خصوصا المناطق القريبة من (المنجم الغني بالذهب والمعادن الأخرى) تحت وطأة العطش و الفقر و البطالة و العزلة و الحرمان .
تحدثت شركة تازيازت في بيانها الذي جاء بعد ماقالت هي إنه مؤتمر حول المعادن منظم في جنوب إفريقيا عن عموميات بدأتها بصورة جماعية لمسؤولين منها صحبة آخرين .
خلفية الصورة الجماعية مزينة بالعلم الوطني الجديد بشكل مبالغ فيه ! ، أشفعت الصورة بالثناء على الحكومة الموريتانية حيث حمل العنوان الذي نشر في بعض وسائل الإعلام (تازيازت روجت لموريتانيا) ، و كأن هذه العبارة مقصودة بذاتها لتحمل شحنة من المَنِّ لا يُفهم الدافع وراءها ! ، و لربما أثارت سخرية كثير من القراء لأن (الترويج) ليس عادة من اختصاص شركات التعدين .
ويرى متابعون لشأن شركات التعدين في موريتانيا أنه كان من الأجدر بمسؤولي تازيازت قبل أن يتحدثو عن الأرقام الفلكية و الإنتاج المضاعف أربع مرات ، أن ينظروا من حولهم و يسألوا أنفسكم :
هل حاولنا مساعدة الأهالي في حل مشكل العطش ؟
هل كنا جادين في تشغيل أبناءهم و ترسيمهم حتى يتمكنوا من مساعدتهم و انتشالهم من وهدة الفقر التي هم فيها؟
هل حاولنا مساعدتهم في فك بعض العزلة عن القرى و التجمعات السكانية؟
هل حاولنا المساعدة في انتشال التعليم من أزمته بأي شكل من الأشكال ، لا أقول ببناء مدرسة بل حتى بتنظيم دروس تقوية أو توفير بعض الكتب للتلاميذ ؟
هل ساعدنا الأندية الرياضية أو الثقافية أو التعاونيات النسوية ؟
هل نساهم في تخليد المناسبات الوطنية بأي شكل من الأشكال لبلد نستفيد من ثروته هذه الأرقام الفلكية من العملة الصعبة؟
أما عن حجم الأموال الواصلة إلى جيوب الممونين و المقاولين و غيرهم فيرى متابعون بأنها (خدمات) تحتاجها الشركة من أجل الإستمرار في إنتاجها و ليست عملا اجتماعيا ولا منفعة للأهالي ، مع أن فيها من الكلام ربما ما بات يعلمه كل من هب ودب .
الربيع / المدير الناشر : محمد المختار تديه