انتهت الأحد واحدة من أكبر فضائح كرة القدم في تاريخ اللعبة بالقارة السمراء، ولم تكن فضيحة تحكيمية فحسب،وإنما كانت فضيحة على الصعد وبكل المعايير، وقد حصلت شبكة كورة ريم بجهودها الخاصة على بعض تفاصيل المجزرة التي أريد لها أن تغيب عنا جميعاً..
بدأت اللعبة القذرة عندما أبلغ أعضاء الوفد الموريتاني الرسمي من طرف مستقبليهم الغينيين برفض تأشيرات الدخول الرسمية التي كانت بحوزتهم، مع بعض الاستفزازات الواضحة التي قوبلوا بها عند النزول من سلم الطائرة؛ حيث سئل رئيس أعضاء الوفد من طرف الشرطة الغينية: "من أنتم؟ ومن أي دولة؟" فيجيب بعض أعضاء الوفد "نحن موريتانيا".. فيقول الشرطي الغيني، "أين تقع موريتانيا؟ وماذا تريدون هنا" ؟
كانت هذه مجرد أسئلة استفزازية تعامل معها الوفد الموريتاني في البداية بخفة ومرح، دون تعظيم الأمور، ظناً منهم أنها سحابة صيف عابرة، لكن القادم كان أعظم ! ساعات من الانتظار في المطار، كان الغينيون خلالها يبررون بطء الإجراءات المتعمد، بالتدقيق في التأشيرات التي رفضوها أولاً ثم عادوا وقبلوها خوفاً من عقوبة الاتحاد الأفريقي.
كانت ساعات الانتظار هذه كفيلة بتسلل التعب والإعياء إلى عناصر الوفد الموريتاني، الذي صار يريد الخروج من المطار مهما كانت الوجهة..
الوجهة لم تكن سوى فندق مهجور لا يتوفر على أبسط شروط الإقامة البشرية، ومرة أخرى يبرر الغينيون فعلتهم بأن "الوقت كان مبكراً للبحث عن فندق ملائم"، لكن رئيس الوفد الموريتاني بحث بنفسه هذه المرة عن فندق، فتم الانتقال إلى فندق "إيبيس".
في اليوم التالي استيقظت البعثة الموريتانية على استفزاز من نوع آخر، يتعلق هذه المرة يتخصيص حافلة صغيرة لتنقلات المنتخب الموريتاني، وهي حافلة كانت مستخدمة من طرف المنتخب النسائي المحلي لكرة اليد، وعليها صور اللاعبات !
لم يجد المنتخب الوطني بداً من استغلال هذه الحافلة في الرحلة الأولى إلى مكان التدريبات لضيق الوقت، بينما قام رئيس البعثة بالبحث الفوري عن حالفة ليتم استئجارها لتنقلات المنتخب الوطني.
قبل وصول الحافلة المستأجرة، كان عناصر المنتخب الوطني قد تعرضوا للتجسس والرمي بالحجارة في مكان تدريباتهم، فقرر المدرب وقف التمارين، لينتظر اللاعبون أكثر من نصف ساعة في العراء أمام الملعب، قبل وصول الحافلة لنقلهم في طريق العودة إلى الفندق.
وتكرر هذا السيناريو طوال الأيام القليلة التي سبقت المباراة.
يوم الفضيحة الكبرى !
أما في يوم المباراة، فقد أوهم الغينوين الوفد الموريتاني أن كل شيء سيمر بشكل طبيعي، من أجل استدراجهم إلى الملعب حتى يتفاجأوا بما أعد لهم من خيانة. قبيل انطلاق اللقاء بدقائق قطع البث التلفزيوني نهائياً ومنع المصورون من الاقتراب من أرضية الملعب، وصودرت الكاميرات، ومنع حتى البث الإذاعي لمجريات اللقاء، وبدأ تنفيذ المؤامرة.
وقف اللاعبون الموريتانيون بشجاعة كبيرة في وجه هذه الظروف، وواصلوا اللعب باستبسال كبير، لكن المؤامرة كانت أقوى منهم، فالكثرة تغلب الشجاعة!
سجل الغينيون هدفاً في الربع الأول من وقت المباراة، فواصل اللاعبون الموريتانيون سعيهم من أجل تعديل النتيجة، فتمكنوا من ذلك عن طريق اللاعب آداما با، لكن الحكم ألغى الهدف فوراً، مانحاً بطاقة صفراء للاعب! بحجة أنه كان في موقف تسلل !
تقبل الموريتانيون مرارة هذا القرار، فواصلوا اللعب ليسجلوا هدفين آخرين، لكن الحكم ألغاهما واحداً تلو الآخر، مانحاً بطاقتين صفراوين لمسجلي الهدفين، وكأنه أراد إرسال رسالة للاعبين بأن أي محاولة أخرى للتسجيل ستعني الطرد!
اقتنع اللاعبون الموريتانيون بأن الحكم الكيني أراد تسليم المباراة للمنتخب الغيني، لكنهم لم يستسلموا حتى آخر لحظة، عندما سجل الغينيون هدفين كلاهما جاء من موقف تسلل واضح !!
وما إن أطلق الحكم صافرة النهاية بعد إكمال مهمته، حتى هاجمت الجماهير الغينية اللاعبين الموريتانيين وأعضاء البعثة، لكن الله حفظهم من بطش أبناء دولة لن يتمنوا العودة إليها أبداً !!
انتهت اللعبة القذرة في غينيا الاستوائية، دون حضور أي شاهد، ودون تصوير ما جرى، فهل سيحقق الاتحاد الأفريقي في الأمر، أم يتركه معولاً على سرعة النسيان!!