استوقفني مقال منشور علي موقع أطلس اينفو بعنوان أين العدل في تصرفاتك يا وزير العدل؟، موقع اطلس الذي هو من بين المواقع الأكثر قراءة بسبب محاولاته الدائمة اتخاذ نهجا وسطا بعيدا عن التجريح والغلو.
ولئن كان طاقم الموقع من وقع هذا المقال مباشرة أو من وراء الستار كعادته حيث تمالأ مع الكاتب واغفل تبيان ما يدل عليه، فإن ذلك وبكل المقاييس خرقا لقواعد المهنة الصحفية الشريفة.
من حق الجميع أن ينتقد وان يبين للناس ما نزل إليهم، لكن ليس من حق احد المساس بأي من رموز هذا البلد العظام والذين بذلوا الغالي والنفيس بغية النهوض بقطاع ظل ردحا طويلا من الزمن تتجاذبه الصراعات الشخصية دون الحد الأدني من القدرة علي مواكبة العصر مما جعله الحصن المنيع لكل ما من شانه تجسيد عدم الاستقلالية وتفشي الرشوة والمحسوبية والزبونية بين العديد من منتسبيه.
إن الأستاذ المحامي/ ابراهيم ولد داداه، وهنا لا أريد و لا هو كذلك تلميع صورة الرجل لأنه في غني عن ذلك، فهو سليل أسرة ساهمت كثيرا في تأسيس الدولة الحديثة فلقد ترعرع من خيرة المحامين ونشأ من كبار المثقفين.
منذ توليه مهام تسيير هذا القطاع ويعمل جاهدا بكل ما أوتي من خبرة لا نقاش فيها ومهنية الكل مجمع عليها علي وضع إستراتيجية عامة لإعادة تأسيس سياسة عدلية تتحدي عاديات العولمة وتجعل من المرفق الأس القوي والمنيع لمقومات النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا.
وما النتائج المترتبة علي اجتماع المجلس الأعلي للقضاء الا جزءا من كل، وهنا لا احد يدعي الكمال فالكمال لله تعالي لكن الرجل اجتهد فان أصاب فله أجران وان اخطأ فله اجر المجتهد.
إن التلاعب بمشاعر الناس واستحضارها كل لحظة للتذكير أصحابها المفجوعين للأسف الشديد بآلامهم وأوجاعهم أمر غير إنساني ويأباه الضمير وترفضه القيم ويجب الابتعاد عنه ولعلم أطلس اينفو او من كتب السطور فإن خبر الفاجعة وصل في الدقائق الأخيرة بعد استكمال جدول الأعمال والوصول لنقاط متفرقة.
أما الكلام عن المستثمرين فيبدو أنكم نسيتم أو تجاهلتم أو نسي وتجاهل من كتب ما تم عمله من تعديل علي الترسانة القانونية: القانون التجاري، مدونة الاستثمار، قوانين الإرهاب ومحاربة الفساد فهذا ما يغري وأغري المستثمرين أما ما يغيظهم فليس سوي الممارسات التليدة والمحرمة شرعا وعادة والتي لم يعد لها ولأهلها أي مكان بيننا، وهنا يكمن العدل في تصرفات وزير العدل.
يجب ان نتقي الله فيمن يريد لهذا البلد خيرا حتى لانكون ممن يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اينما كانوا.
الشيخ محمد عبد الله