ورد الكثير من التساؤلات حول تعيين سيد ولد سالم مديرا لحملة المرشح محمد
ولد عبد العزيز الرئيس المنتهية ولايته. والطامح لمأمورية ثانية، في الوقت الذي مازالت فيه موريتانيا تتذكر فضيحة شركة "سوكوجيم" التي هزت الدولة الموريتانية عام 2009، والتي كشفت عنها صحيفةPoints Chaudsآنذاك ، مما تسبب في جرها إلى المحاكم على يد سيد ولد سالم.
لتبدأ معركة قضائية طويلة انتهت بكسب الصحيفة للقضية، بعد تقديمها للأدلة الدامغة، والبراهين الواضحة للمحكمة حول تورط سيد ولد سالم في فساد مالي كبير إبان تسييره للشركة، والذي تسبب في القضاء عليها بصفة نهائية، الأمر الذي دفع في النهاية محكمة الحسابات إلى الإقامة في مبنى الشركة، من أجل التحقيق في حساباتها إبان مرحلة تسيير سيد ولد سالم لها.
وبعد ثمانية أشهر من التدقيق في حسابات الشركة، صدر قرار من محكمة الحسابات يلزم سيدي ولد سالم بإرجاع مبلغ مالي قدره 400 مليون ونصف المليون من الأوقية إلى الخزينة العامة للدولة.، مما جعل الرأي العام وقت إذن يعجب بالدور الكبير الذي لعبته الصحيفة في كشف ملفات الفساد الكبرى، والذي كان رئيس الجمهورية آنذاك يحمل شعاره " محاربة الفساد والمفسدين".
ومع أن الموضوع هنا لا يتعلق بالخوض في تلك القضية المثيرة، التي يبدوا أن الرأي العام نسيها، وطوت الصحيفة ملفها، كما لا يتعلق بالخوض في الفساد ولا المفسدين، حيث تعتبر الصحيفة أنه بتعيين سيد ولد سالم لم يعد هناك مفسد، وتم القضاء عليه بشكل نهائي. كما تعتبر أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز نجح في محاربة الفساد بتوبة سيد ولد سالم.
إلا أنه اليوم.. يعود سيد ولد سالم ليذكر بالقضية بانتقامه من الصحيفة، بإصدار أمر يمنعها من مخصصات الترويج لحملة المرشح محمد ولد عبد العزيز. حيث كانت اللجنة المكلفة بالإعلام في الحملة قد اتصلت بصحيفة Pointschaudsوبعثت لها عبر البريد الالكتروني بعقد ترويج للمرشح محمد ولد عبد العزيز، وبعد أن اتصلت الادارة التجارية في الصحيفة باللجنة المعنية لمناقشة تفاصيل العقد، فوجئت بمقابلة شخص متعجرف ، ويبدوا من خلال حديثه أن لديه أحكاما مسبقة على الصحيفة، تبين في ما بعد بأنه مسئول في اللجنة المكلفة بالإعلام تابعة لإدارة سيد ولد سالم، ورفض التعامل مع الصحيفة، الأمر الذي لم تتأسف عليه الأخيرة، وانما الذي تأسف له الصحيفة هو مستوي الانحطاط الذي وصله شخص بوزن مدير حملة المرشح محمد ولد عبد العزيز، وإقدامه على مثل هذه التصرفات لتصفية حسابات شخصية، انتقاما لنفسه من صحيفة لم تقم إلا بواجبها المهني والأخلاقي.
وتعتبر الصحيفة أن هذا التصرف من سيد ولد سالم يؤكد أن اختياره مديرا لحملة المرشح ولد عبد العزيز لم يكن صائبا، لعدة أسباب وإن كان أبرزها: كونه لا يعرف حقيقة المرشح محمد ولد عبد العزيز الذي بلغت حرية الصحافة في مأموريته الأولى مرحلة لم تصلها في كثير من البلدان العربية والإفريقية، وظلت على مدى سنوات حكمه الفارطة تتعرض له بكثير من الانتقاد دون أن يحاسبها أو يحاول الانتقام منها. كما أنه ألقى المادة التي تمكن من سجن الصحفي عكس سيد ولد سالم الذي جرّ الصحفيين إلى المحاكم لغرض سجنهم، ولم يميز في ذلك، بل أراد وطالب أكثر من مرة بسجن إمرأة صحفية بسبب كشفها لملفات فساده في شركة "سوكوجيم".
وهنا تؤكد صحيفة Pointschaudsللسيد ولد سالم أنها و منذ تأسيسها مرورا بكل المراحل التي خاضتها في كشف ملفات الفساد والمفسدين، لم ولن تبيع مبادئها، كما أنها لن تتزحزح عن خطها المهني ومسئوليتها الأخلاقية.
وتعتبر أن تصرفاته لتصفية حساباته الشخصية معها، مستقلا حملة المرشح يمس من حرية الصحافة، واستغلالية الصحفي، ومحاولة يائسة بل وضعيفة جدا-سوقية- للنيل منها.
وإذا كان هناك من يبيع مبادئه، أو مايحسبه تاريخ نضالي، - خوفا من السجن بسبب نهبه الذي دمر أكبر المؤسسات الوطنية،- أو طمعا في منصب، فليس من بين طاقم صحيفة Pointschauds.