شكرا احمد ولد يحي / بقلم :النعماوي ولد النعماوي

321

تابعت كغيري من الموريتانيين مباريات الفريق الوطني المرابطون في نهائيات كاس افريقيا للمحليين المقامة في جنوب افريقيا 2014 والتي جاءت بثلاث هزائم لفريقنا الاولي من فريق الكونغو الديمقراطية بهدف يتيم من ضربة جزاء مشكوك في صحتها وبثلاثة اهداف لهدفين لفريق بورندي علي نجيلة ملعب موكابا في حين اسدل الستار علي المشهد الاخير باربعة اهداف مقابل هدفين لفريق الغابون

وتابعت مادار حول هذه المشاركة ونتائجها من جدل سواء علي الصعيد الجماهيري او علي صعيد الفنيين والمحللين وقرات ان الوسط الرياضي منقسم حول المشاركة وان البعض بدا بالتصريح بضرورة الاستغناء عن خدمات المدرب الفرنسي باتريس نفه بل وحتي التشكيك في قدرة ولد يحي علي التعامل مع المرحلة القادمة المتمثلة في تصفيات كاس امم افريقيا لكره القدم 2015

اود ان الفت انتباه محللينا وجماهيرنا الرياضية الرائعة ان فرق كرة القدم في العالم لاتقيم ولا تقاس من خلال النتائج المسجلة بقدر ما يتم تقييمها اساسا علي اساس ما يعرف بشخصية الفريق وقدرته علي الاقناع والترابط بين خطوطه الثلاثة ولو لم يكن ذلك  لما سمعنا بفرق عالمية لم تفز بكاس العالم وهي مصنفة دوليا كاحسن المدارس الكروية كالفريق الهولندي والروسي والكولومبي والمكسيكي.....

لقد تجلت وظهرت شخصية الفريق الوطني  المرابطون في مبارياته الثلاثة في اروع تجلياتها فلم نشاهد العشوائية والارتباك المعهودين لفريقنا  بل شاهدنا فريقا متماسكا واثقا من خطوطه وايجابيا امام الخصم بل ومزعجا الي حد كبير ولديه جمل تكتيكية رائعة ومهارات فنية اشاد بها المحللون والمعلقون الرياضيون العرب والافارقة

لقد وفقت الاتحادية الوطنية لكرة القدم ووفق المدرب الفرنسي باتريس نفه وجهازه الفني في اخراج العروض الثلاثة للمرابطين بهذه الصورة الرائعة والتي فاجات الجماهير الرياضية قبل ان تفاجا الفرق المنافسة علي ارضية الملعب

اعجبني كثيرا الفكر الكروي للمدرب باتريس نفه والذي يعتمد علي استقلالية الخطوط الثلاثة واعتمادها علي قدراتها في كل الاختبارات والضغط المستمر علي الخصم في ملعبه ومحاصرته  وتنوع الهجوم وعدم الالتفات الي الوراء بشكل مبالغ فيه والاستفادة من المهارات الفنية للاعبين

اعجبني كثيرا في انه لم يتراجع الي الخلف في اصعب الاوقات وقد كان قادرا علي التكتل امام مرماه في اوقات كثيرة وبالذات في مباراة الامل والابقاء علي الحظوظ امام بورندي للحفاظ علي هدف السبق المسجل في الدقيقة الاولي عن طريق اللاعب الرائع الفلاني

كما اعجبني الشحن الذهني للاعبين والذي لوحظ في قدرة الفريق علي التعادل بعد كل تأخر في النتيجة وهو مايعني عدم التأثر بالنتيجة وعدم التسرع  وعدم الإحباط  وليس كل مدرب قادر علي ذلك وليس كل فريق قادر علي التعديل مطلقا

اعتقد من وجهة نظري الفنية ان المشاركة كانت ناجحة بكل المعايير فقد عكست حجم العمل الذي قيم به منذ تولي السيد احمد ولد يحي زمام الاتحادية

وعكست كذلك الرؤية الجيدة والواضحة له في إدارة كرة القدم الوطنية وانه يسير في الطريق الصحيح

فقد نجح الرجل في ان يجعل للفريق الوطني المرابطون طعما خاصا بعد ان كان لاطعم له ولا رائحة ورمزا وطنيا يلتف حوله الجميع بعد ان كان مسخرة بكلما في الكلمة من معني وفريقا محترما بشهادة اكبر محللي ومعلقي كرة القدم

الرجل ولد يحي قام بعمل جبار فكان عليه اولا  ان يجد من يقبل بتدريب الفريق الوطني فلا يوجد علي وجه الكرة الارضية من سيكون سعيدا بتدريب فريق المرابطين  قبل ثلاث سنوات من الان فهو فريق في ذيل التصنيف العالمي للمنتخبات ولم يبرح مكانه  منذ انضمام البلد الي الفيفا الي جانب فريق جزر فيجي وكالدونيا الجديدة وبعض الجزر الصغيرة في الكاريبي والمحيط الهادي

وثانيا ليقنع الدولة الموريتانية باهمية دعم الفريق من جديد بعد ان طاحت اظافرها ويأست منه

وثالثا لبعث الامل في الجماهير الرياضية وفي اللاعبين انفسهم الذين سمعوا عن اجيال سابقة لعبت في الفريق وعاصروا اجيالا اخري ومابدلوا تبديلا

 لنكن واقعيين فالفترة المقبلة تتطلب الحفاظ علي الصورة الحالية والتي ستتعزز بقدوم المحترفين

وسيستفيد المدرب باتريس نفه في اصلاح بعض الاخطاء التي ظهرت في مبارياته الثلاثه والتي هي في اغلبها تتعلق بقدرات وامكانيات  للاعب المحلي القادم من الدوري المحلي وما ادراك مالدور المحلي

المهم ان نكون متفائلين بما انجز وان نعطي لفكر المدرب باتريس نفه الفرصة في خلق فريق متكامل يسعدنا جميعا ولن نستفيد من الذين يدعون للاستغناء عن باتريس نفه سوي العودة بنا الي المربع الاول وماادريك ماهو

يجب ان نعي جميعا مدلول الظرف الحالي للكرة الموريتانية وطموحها المشروع للوصول الي الحلم وان لاننسي الماضي الصعب لهذه الكرة

وكما يقول المثل المصري ( كنا فين وبقينا فين )

النعماوي ولد النعماوي

ناقد رياضي

[email protected]

اثنين, 03/02/2014 - 22:19

إعلانات