بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تنفيذ أوامر فتاه المدلل أسلامه ولد عبد الله بشأن تجريد أبناء كرو من آخر مناصبهم في الوظيفة العمومية في انتقام مكشوف من مجتمع رفض الإذلال وفذل العيش بكرامة.
اللائحة التي تحدثت وسائل الإعلام قبل أسابيع عن تسليمها للرئيس من أجل احالة أصحابها للتقاعد أو البيوت بدأت تأخذ طريقها للتنفيذ في أول اجراء من نوعه يتخذه رئيس موريتاني ضد قبيلة بذاتها منذ الاستقلال.
عبثية المشهد بدأت مع تجريد الوزير الوقور يحي ولد سيد المصطف من مهامه، اجراء دون شك سيقابل بلباس عزة من أبناء المقاطعة الثائر، فتجريد شيوخ القبائل رموزها أمر لايستساغ لدي بعض الجهات.
وفي خطوة تبدو شبيهة بالقصاص الذي يطلبه الأطفال بعد الشجار، أقيل السفير الموريتاني في اليونان وإيطاليا بعد اعتماده لدي الدولة الأولي بأسبوعين، والحجة أنه رفض أن يفرض أسلامه ولد عبد الله علي شباب كرو وشيوخه المنتفضين في الشوارع والأزقة طلبا للتغيير.
يقول أنصار الرجل المهزوم والرئيس المجروح في كبريائه أن المختار ولد داهي ساهم بعناده في فوز حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض، لكن المبرر ذاته قد يطرح في لبراكنه وأترارزه ولعصابه، حيث لايزال دعم سيدي ولد التاه لمرشح الحراك مشهود، ودعم ولد عيسي لمرشح الوحدة والتنمية أمر معلوم، وانحياز ولد محمد الراظي لدعم الحراك في أغورط أمر مكشوف.
وفي النهاية يظل الرئيس صاحب القرار في الانتقام ممن يريد ومحاباة من يريد، وتظل نهاية المشهد بكرو قبل أيام لحظة فارقة في مسار مجتمع قرر أن ينتفض في وجه مذليه، وأن يعطي اللواء لمن يتقن فن الحفاظ علي السيادة ورفع الرأس في زمن الخنوع والخمول.