بعدما أعد زاده وشد رحله واتشح ببندقيته وودع أهله وأحبابه يمم الجندي أول اسلم وجهه غربا حيث الاتجاه صوب الحامية التي يعمل بها بعدما اقتربت نهاية فترة اجازته السنوية كان ذلك في صباح يوم من أيام ما يعرف شعبيا بالدبران الطريق بعيدة وموحشة وأحوال الطقس تنذر بصعوبة الرحلة لم تغب كل تلك المعطيات عن بال اسلم الذي سبق وان جاب الفيافى لوحده مرارا .........واصل رحلته لساعات قرر بعدها أخذ قيلولة تحت احدى الأشجار أوقد النار لاعداد الشاي تناول بعض زاده نام قليلا وبعدها استيقظ فقرر مواصلة الرحلة حتي ساعات من الليل شعر بالتعب فأناخ جمله في خلاء وحط رحله واتكأ بالقرب منه بعدما قيد الجمل دفع به التعب الشديد أن قط في نوم عميق ولم يزل وهو في الثلث الأخير من الليل حتي احس بشئ يلمس ساقه انتفض واقفا فاذا به صبي لم يكمل السنة الأولي من عمره دب الرعب في قلبه ارتعدت فرائسه ارتبك ارتباكا شديدا لم يدرى مايفعل واثناء ذلك كله كان يحاول الصبي الاقتراب منه فيدفعه بعد فترة التقط أنفاسه وفتح صكمارته اخرج منها كأسا وبعض البسكويت سكب بعض الماء في الكأس من قنينة كانت لديه سقى الطفل قليلا وأخذ بعض قطع البسكويت ووضعها في الكأس وسكب عليها بعض الماء فأطعمه ثم قام بربطه في الرحل وتتبع آثار حبوه كان القمرقد بزغ وألقى بضوئه علي رمال الصحراء الذهبية لم يمضى وقت طويل حتى وقف على امه وقد أسلمت الروح لباريها لاحظ من خلال آثار الطفل انه كان يحبو جئة وذهابا وفي كل مرة يعود فيها الي امه يرضع من ثدييها عاد مباشرة الي رحله وقررالانتظار حتي الصباح كي يقوم بحمل الصبي معه للبحث عن أهله عندما حمله لم يبتعد كثيرا حتى التقى بمجموعة من الجمالة كان من بينهم والد الطفل الذي ماان رآه حتى وثب من فوق جمله واحتضنه وعيناه تذرفان دمعا ويرتسم علي شفتيه سؤال قدعلم الجواب عليه مقدما...........أخبر أحد الجمالة اسلم أنهم يبحثون عنها منذ الأمس فأخبرهم بما جرى ودلهم علي مكانها وشاركهم في مراسيم الدفن ......ليواصل بعد ذلك طريقه الي الحامية .
نقلا من صفحة القاضي :
عبد الله اندكجلي