تابعنا كلنا خطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مدينة النعمه وردوده على بعض الأسئلة بعد ذلك... ولنا أن نختلف في النظرة إلى الزيارة والهدف منها وإلى محتوى الخطاب وهل يتناسب والجو الذي وضع فيه الموريتانيون وهم يتابعون أضخم تحضير لزيارة يقوم بها رئيس موريتاني إلى إحدى ولايات الوطن..
للموريتانيين ميل دائم إلى محاكمة النيات وقراءة الأفكار غير المعلنة.. من ذلك مثلا أن التعديلات الدستورية التي تحدث عنها الرئيس ليست إلا وسيلة للالتفاف على اليمين، وتحصين المواد الخاصة بالمأمورية، وتصريح عزيز في الخطاب نفسه أنه لا يبحث عن مأمورية ثالثة.. ذلك لا يهمني فللرئيس من الأنصار و"الأزلام" والمنافقين من هو معني بالأمر ..
ما أنا معني به هو ما بدأ البعض يروج له تشنيعا على عزيز أو تأييدا له، أو ادعاء تحليل. وهو الحديث عن مشروع رئاسي يقوم على المحاصصة واعتبار المجالس الاقليمية المعلنة نواة لنوع من الفدرالية.. يأتي كل ذلك -حسب مروجيه- من أجل اجتذاب عناصر فئوية وعرقية معينة ناشطة على الساحة السياسية.
وحسب المروجين ينوي الرئيس إحداث وظيفة "نائب" له يمنح لإحدى الفئات على أن تمنح رئاسة الجمعية الوطنية لفئة أخرى..
محمد ولد عبد العزيز لم يقل هذا في خطابه ولا أعتقد أنه أسر به إلى المروجين، وهو "كلام قبيح" لا ينبغي طرحه لأي سبب.. وهو مرفوض من أي جهة جاء...
منصب رئيس الجمهورية متاح لكل الموريتانيين من دون تمييز، والمناصب الأخرى كذلك... ولا مجال للمحاصصة المدمرة..... مصيرنا أكبر واهم من أي "تقليعات" غبية انتهازية...
نحن كل لا يتجزأ...
-