قبل أيام قليلة أحرجت النائب المحترمة زينب بنت التقي وزير العدل عندما خاطبته قائلة السيد الوزير إنكم شخصيا طرف في نزاع منشور أمام القضاء ومن كان متقاضيا لا ينبغي له أن يكون وزيرا للعدل خاصة أن قضيتكم المنشورة أمام القضاء صدر لصالحكم فيها حكم قبيل المجلس الأعلي للقضاء وقد كافئتم القضاة الذين أصدروا لصالحكم الحكم بالتعين و الترقية وخاصة القاضي الذي أعد التقرير لصالحكم منحتموه ترقية إستثنائية تجاوز بها عشرات القضاة الذين سبقوه بعشرات السنين بينما لم يمض علي وجوده هو في القطاع سنة واحدة .... غضب الوزير من كلام النائب غضبا شديدا وقال لها " أنا داير اوجه من تنقردة وانت كاع انتيجت أصغر بناتي ".
اليوم أثبت وزير العدل انه كان صادقا في وصف نفسه عندما وقف أمام نواب الشعب وطالبهم بخرق الدستور وهو شاخص فيهم وكل الشعب يشاهده, نعم إنه وزير العدل الذي يفترض أنه حريص علي قوانين الجمهورية وفي مقدمتها الدستور هذه الحادثة ذكرتني بوزيرة العدل الفرنسية السابقة التي قدمت استقالتها بعد أحداث باريس عندما قررت الحكومة الفرنسية إصدار قانون بموجبه يتم سحب الجنسية من أي مواطن ثبت تورطه في قضايا الإرهاب , الوزيرة الفرنسية قدمت إستقالتها لأن لها ضمير لأن ما يسري في عروقها دماء لأنها تعي مسؤولياتها وتحترم إلتزاماتها إتجاه شعبها وبلدها لأنها بكل بساطة لا تلهث خلف أي شيئ سوي مسؤولياتها وعندما أحست أنها عاجزة عن الوفاء لمبادئها والقيم التي تؤمن بها قدمت إستقالتها أما معالي وزير العدل الموريتاني فعندما أحس أنه فشل فشلا ذريعا في مسؤولياته بل عندما أيقن أن قانون مكافحة الفساد الذي كان يقدم للبرلمان ينطبق عليه مباشرة كونه إستغل صفته كوزير للعدل ومنح الترقيات والتعينات علي أساس الزبونية والمصلحة الشخصية نعم أليس تقديم الترقية والتعينات لمن حكم للوزير إستغلال وظيفي وفساد أخلاقي لكنه وجد الحل في ركب موجة التمديد وتغير الدستور ليربط مصيره بمصير الرئيس لعل ذلك يشفع له عند الرئيس أما الشعب ونوابه والقضاة ومستقبلهم فليذهبوا حيث شائوا !!!.
السيد وزير العدل اتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخش الناس والله أحق أن تخشاه تعلم علم اليقين أن ما قلت ليس قناعتك ولا ترغب في التمديد للرئيس والرئيس نفسه كما قال ليست لديه رغبة في التمديد لكنك تعتقد أنك بكلامك هذا سوف تثير زوبعة إعلامية تشغل بها الرأي العام والبرلمان والرئيس لتغطي بها علي الظلم البين في حق القضاة الذي أثاره لك البرلمان بغرفتيه السيد الوزير كن شجاعا وقل الحق ولو علي نفسك أفضل لك من المراهنة علي مثل هذه الخرجات الإعلامية ولتعلم أنك غدا ستسأل ليس أمام البرلمان ولا الشيوخ ولكن أمام الله الواحد الأحد عن كل كلمة قلتها وكل قرار إتخذته ولأفضل لك والأنسب لمثلك أن يقدم إستقالته عندما يعجز أو يفشل في مهمته وأمانته.
أعلي ولد أحمد سالم.