ما إن انتهت مأمورية الرئيس محمد ولد عبد العزيز حتى بدأت الدولة العميقة تتحرك …
وبدأت الإتصالات على قدم ،وساق والإجتماعات بين قادة الفعل الحقيقي في النظام السياسي الموريتاني.
“الداخلين ” “والخارجين “وهنا ظهر خيارين أحدهما مدني من دخل حزب الإتحاد من أجل الجمهورية.
وكان أنصارخيار المرشح المدني يبررون فكرتهم تلك بأن المرشح المدني سيكون أفضل وأكثر قبول بالنسبة للكثيرين.
داخليا، وخارجيا ،وسيشكل عهد جديد وقطيعة مع هيمنة الرجل العسكري على السلطة أبد الدهر….
وفي الجانب الأخر ظهر أنصار المرشح” العسكري” الذي خبر دهاليز السلطة، وتجول داخلها وعرف أسرارها وكل خفاياها…
مابان وما استتر من شؤن الحكم وملفاته الشائكة والمعقدة….
وكانوا يبررون خيارهم هذا بأن العسكري هو الوحيد القادر على حفظ الأمن والإستقرار .
وأنه الوحيد القادر على إدارة ملفات أمنية شائكة وملفات دولية تشارك فيها موريتانيا بقوة .
واحتدم الصراع بين المعسكرين في صمت وكانت نيران ذالك الصراع تتطاير بين الفينة والأخرى.
لتكون نتيجتها إقالة وزير أو مسؤل سامي …
أوخروج مسؤل حكومي رفيع من البيت الحكومي وتغيبه نهائيا…..
فالسياسة تعامل روادها كما يعامل الناس الحلوى إذا انتهت صلاحيتها يرومنها بعيدا.
كذالك السياسي تنتهي صلاحيته حين يصل مرحلة العجز عن التأثير وحشد الجماهير .
أو سقوط حلفائه وهزيمتهم………
تطور الصراع بين المعسكرين وكان أنصار المرشح المدني أكثىرية،في حزب الإتحاد
وحاولوا جاهدين تقوية جبهتم الداخلية وبذلوا الغالي والنفيس في تقزيم دور القادة العسكرين في حملة الإنتساب للحزب التي قادها الرئيس…
لكن العسكر كانوا أقوى ولعل أبرز معالم ذالك الصراع
واقعة ولاية لبراكنة ،المشهورة بين الجنرال محمد ولد مكت مدير الأمن الوطني حاليا، ووزير المالية المختار
ولد أجا،ووزير النقل سابقا محمد ولد اوداعة.
حيث احتدم الصراع الانتخابي بين الوزيرين والحنرال
في فترة تكوين الوحدات .
وكاد الصراع يخرج عن السطيرة لولا تدخل الرئيس لينصح الطرفان بتهدئة الصراع.
والتنافس بإيجابية………
وفي نهاية المطاف انتصر الجنرال وحلفه.
لأنه كان الأقدر،على الإقناع في تلك الولاية وأكثرها شعبية.
وترجم نصره ذالك بقبول الحزب لمرشحه المقترح النائب عن مقاطعة ألاك السيد البو ولد كلاع.
وهنا أدرك الوزيران أن الجنرال هو المنتصر والمسيطر فتصالحا معه.
وطويت صفحت الحرب الباردة تلك……
لينتقل الصراع في ناحية ثانية وهو الانتخابات داخل الحزب خاصة اللجنة الشبابية.
وهنا أيضا فاز العسكر ومن إقترحوا فالقواعد الإنتخابية تثق فيهم أكثر من المدنين في الحزب نفسه.
وبعد هذا النصر بدأت أسهم المرشح العسكري ترتفع
وهنا كان الخيار الأول طبعا قائد الأركان السابق والرجل العسكري المحنك.
والخبير بكل الملفات الأمنية في البلاد فهو قبل قيادة الأركان كان مديرا للأمن الوطني….
ويعد من ضباط النخبة في المؤسسة العسكرية الذين،يجمعون بين الثقافة المدنية والعلمية والثقافة العسكرية…….
وهو” محمد ولد الغزواني “خيار باركته فرنسا والولايات المتحدة وكل القوى الدولية والعربية .
ورأت فيه خيارا مناسبا،وسليما، نظرا للوضعية الإقليمة التي تعيشها المنطقة الإفريقية والعربية
بشكل خاص.
خاصة أن موريتانيا قريبة جدا من مناطق التوتر الأمني في القارة، مالي، ليبيا، وغيرهم……..
وهنا كان الاتفاق على هذا الرجل ذ الخلفية العسكرية .
لتتم إحالته للتقاعد ، وتوليه حقيبة الدفاع كنوع من التهيأة للمنصب الجديد.
وحتى لا يبتعد عن الجيش والملفات الأمنية التي أسندت له إدارتها السنوات الماضية .
ونال خلال عمله فيها رضى شركاء موريتانيا في المجال الأمني……
وبعد تأكيد ترشحه وقبل إعلانه ظهرت بوادر الصراع الذي لا يزال قائما .
كمايبدو فالعسكري لا يثق كثيرا في المدني…..
واختار الرجل أن يعلن ترشحه مستقلا بعيدا عن الحزب
رغم أن الحزب حاول تدارك الفجوة وتهنئة الرجل باختياره.
بتغريدة لرئيسه ولد محم في حسابه
لكن غزواني ظل مصرا على فكرته واختار أن ينأبنفسه عن الحزب ويترشح مستقلا ….
وهدفه من هذ ،هدفان، الأول :
رسالة للحزب مفادها، أثبتوا لي أنكم معي بالفعل لا بالقول والشعارات….
والثاني:
الظهور كمرشح لكل الموريتانين بمختلف ألوانهم وانتمائاتهم .
وهو أمر يعطي لصاحبه قبول لدى الشعب الموريتاني بشكل عام.
فالشعب يتعاطف مع من يفتح بابه للجميع ولا ينغلق على نفسه في حزب أو طائفة أو قبيلة…..
أمر جسده غزواني في حفل إعلان ترشحه اليوم حيث اختار مخاطبة، الجماهير كمرشح مستقل بعيدا، عن التحزب…..
وترك الكرة في ملعب حزب الاتحاد ليثبت جديته وإخلاصه،له بتزكيته كمرشح.
وبحشد الأصوات له في الحملة الإنتخابية ولكي يكون الحزب تحت الضغط ويبذل قصارا جهده…..
والمؤكد منه أن غزواني سيستمر في هذ المنهج مع الحزب حتى دخول القصر.
فهو سيختار مدير حملته الإنتخابية بنفسه بعيدا عن الحزب .
كما فعل عزيز في الإنتخابات الماضية حيث اختار مدير لحملته بعيدا عن الحزب واختار الحزب مدير حملة
خاصة به .
فكان هناك مديران لحملة مرشح واحد وهي سابقة .
وكان الهدفه منها الضغط على الحزب حتي يبذل جهدا أكبر…..
وهو نفس السيناريو الذي يسير عليه المرشح غزواني
الأن وكانت بدايته بإعلان الترشح.
والمؤكد منه أن احتمال فوز الرجل وارد بشكل كبير
والمؤشرات تبرهن على ذالك …..
ولعل أبرزها الهجرة المستمرة نحوه من معسكر المعارضة
وهو أمر يعبر عن أزمة تعيشها المعارضة ستحاول تخفيف نتائجها الكارثية قدر المستطاع .
بانتخاب مرشح موحد وهو ولد ببكر المقرب من النظام والجيش….
والسبب في ذالك هو قبول المعارضة حسب بعض المصادر بالدخول مع النظام في، حكومة وحدة وطنيية يكون غزواني الفائز بالأغلبية المريحة في الانتخابات رئيسا .
ومرشح المعارضة وزيرا أول وتقسم الحقائب على بقية أحزاب المعارضة.
من هنا اختار بعض أبناء المعارضة الدخول من الباب بدل النافذة والسرية…..
وحتى لا يتم إقصائه وغبنه من طرف أهله السياسين….
فغزواني ، يفتح بابه لكل الجادين في دعمه مهما كانت إنتمائاتهم الحزبية .
وبغض النظر عن تاريخهم السياسي معارضين أو موالين أو ما دون ذالك.
الرجل أرد أن يكون مرشحا للجميع وبعد ذالك سيعرف المخلص له من غيره….
حين يدخل القصر الرمادي وحتما سيجازي ويحاسب
فالرجل كما يبدو دقيقا في خطواته السياسية يفكر عميقا فيها قبل تنفيذها.
يخاف المتلون والمنافقين ،نظرا لتربيته النبيلة التي تجلة في تقديره لوالدته في الحفل.
لذالك أرسل لهم رسالة عميقة قائلا :
إن للوعد عندي مكانة خاصة .
عبدالرحمن الحاكم