موريتانيا : حملة ما بين شوطين .. مختلفة .. دار دار ..”زنقة” “زنقة”

شب

بلغت الحملة الانتخابية الصامتة لما قبل الدور الثاني من الانتخابات البلدية والبرلمانية ذروتها في المناطق الاكثر تكافؤا في المنافسة بين اللوائح الانتخابية ، وطغى  النشاط السياسي  في  مقاطعات مثل الطينطان وغرو وجيكني وروصو ونواذيبو وازويرات  وهي مدن تجارية واقتصادية على غيره من الانشطة  ليبيت ويصحو سكان هذه المدن على سوق يومي بحثا عن اصوات الناخبين وسط اتهامات متبادلة بين المرشحين تارة باستغلال المال السياسي لشراء ذمم الناخبين وطورا باستعمال اموال خارجية لشراء بطاقات تعريف من لا يضمن طرف ما تصويته لصالحه

وفي هذ الخضم تكشفت اوراق اللعبة الانتخابية وتمايزت اساليبها  فالقانون المنظم للحملات الانتخابية يمنع اعلاء اصوات الداعاية كما جرت العادة في الحملات التى تسبق الدور الاول من الانتخابات اذ لا تنصب الخيام ولا تستخدم مكبرات الصوت وتختفي نهائيا صور المرشحين وشعاراتهم لكن ذلك لا يمنع تنظيم حملات على نار هادئة

في روصو المدينة الحدودية يثير عبور المسافرين اليومي في رحلة بين افريقيا والعالم العربي شهية المرشحين الذين يبعثون برسلهم الى العابرين لعلهم ينجحون في اقناع بعضهم بالبقاء في المدينة للتصويت لهذا المرشح او ذاك .. تنصهر الاعراق في تلك المدينة التى يتنافس فيها مرشحان احدهما وزير والاخر شخصية مغمورة خرجت الى دائرة الضوء حديثا وفيما سجل الثاني تقدما في الدور الاول يطمح الاول الى قلب الموازين في الدور الثاني ، مئات الشباب والنساء يطرقون بيوت المدينة دارار دارا ويجوبون احياءها “زنقة زنقة” لاقناع الناخبين بالتصويت لهم، وفي مدينة زويرات التى شهدت اعنف ردات الفعل على نتائج الدور الاول يتحرك  انصار المرشحين على اكثر من “جبهة ” لحث السكان على التصويت لهم ..

يحدث نفس الشيئ في باقي المدن التى تشهد تنافسا محموما خصوصا تلك التى ينافس فيها مرشحون عن الحزب الحاكم مرشحين يمثلون حزب تواصل ذي المرجعية الاسلامية

بعض تلك المدن يعتبر كسبها  رهان كل المتنافسين فبعضهم يراها  معقلا رئيسيا لا يمكن المجازفة بخسارته بينما يعتبر خصمه  ان استرجاعها  ملحمة فاصلة  تباح فيها كل اساليب النضال لتحريرها “شبرا” “شبرا .”..

ومن اجل ذلك  تستخدم  كل ادوات الضغط والتأثيرومختلف اساليب الداعية للبرامج والمرشحين الذين قرروا البقاء في مناطق تنافسهم لفترة ربما تكون الاطول للكثيرين منهم بين ناخبيهم منذ امد بعيد

وفيما تتواصل حملة الاتهامات باستغلال النفوذ واستخدام المال تظهر من حين لاخر خطابات  ذات طابع قبلي وديني فبعض  الفقهاء المحليين يصدرون فتاوي  انتخابية يعمل شباب على نشرها في المساجد والاماكن العامة ، بعض تلك الفتاوي تحذر من تصويت المراة وبعضها تحذر من التصويت لها .. ومن الناس من يستخدم الدعاء لمن صوت لمرشحه بالمال والبنين ، ومنهم من يتعهد لغير المتزوجات بزوج صالح وغني اذا ما ادلى بصوته لفلان او علان  اما الذين يدعون لاقاربهم  فحدث ولا حرج يعلق ناشط سياسي

اكثر الفئات المستفيدة من هذه الحملات الصامتة  هم مالكوا السيارات رباعية الدفع حيث يتم تسيير رحلات في المناطق النائية .. يدخلون الخيام المتناثرة في الصحراء  الموريتانية يدعون الرحل للتصويت ويتعهدون لهم بالماء والكلأ ..بالمدارس والمتسوصفات … وكلما انتهت مهمة تعبئة  لبعثة في مكان ما سلكت طريقها بعثة الخصم ..ضمن مهمة تبادل ادوار استعدادا ليوم الاقتراع

يشكل الدور الثاني  من الانتخابات البلدية والبرلمانية والمقرر تنظيمه في الحادي والعشرين من الشهر الجاري رهانا كبيرا لدى مختلف اللوائح ، وتبرز قوة المنافسة في مناطق يتواجد فيها مرشحوا الحزب الحاكم  ضد منافسين من احزاب المعارضة المشاركة .. حيث حاولت تلك الاحزاب ان تنسج تحالفات انتخابية ضمن معركة كسر العظم مع مرشحي الحزب الحاكم ، ورغم ان الشكل النهائي للخارطة السياسية في موريتانيا اتضحت ملامحه منذ الدور الاول بتقدم حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم على اقرب منافسيه حزب تواصل الا ان الصراع يظل على اشده لزيادة نسب التمثيل في البرلمان والمجالس المحلية ،بالنسبة لكل الاحزاب المتاهلة للدور الثاني  وربما بالنسبة للبعض لاخذ موقع مريح في مشهد سياسي قد يكون لتشكله  ما بعده ..مناظير

ثلاثاء, 10/12/2013 - 01:25