هؤلاء حولوا قطاع الصحافة إلى بورصة لشراء و البيع

hamoudi2

تعددت وسائل الإعلام الموريتانية, فمنذ زمن لم نكن نجد من الأخبار أو الوسائل الإعلامية للإطلاع على أخبار الدولة سوى جريدة الشعب أو الحرية للاطلاع على الأخبار و هذه الجريدة تكلفك ثمن 200 أوقية للحصول عليها, مائة ستعطيها لصاحب السيارة الأجرة ليصلك إلى ملتقى الطرق لتلتقي ببائع الجرائد هناك و تشتري من عنده الجريدة ب100 أوقية و تجلس بجانبه, تتصفح أخبار البلد ثم تضعها في جيبك و تعود من حيث أتيت.

كانت هذه الوسيلة الوحيدة للاطلاع على الأخبار الوطنية لكن اليوم و بعد تطور كبير شهده الاعلام الموريتاني في الآونة الأخيرة جعله يستكشف عالم الانترنت أو المواقع الإخبارية, و ما إن أنطلق موقع أو موقعين حتى وصل الأمر إلى الجميع و بدأت المنافسة,إذ قام الكثيرون بإنشاء مواقع باسم إخبارية و هي لا تحتوي على أي شفافية أو مصداقية و لا تتحرى الدقة و المصداقية في الخبر و هي في الأساس بنيت على النفاق و الكذب و الخداع, الهدف الأسمى من ورائها و الذي أنشأت لأجله هو جمع المال العام و التصفيق و النفاق لشخصيات في الدولة و في المعارضة لا تريد للحقيقة أن تظهر و أكثر مكتسباتها تجده في فترة الحملة إذا تقوم بالانحياز لجانب من يدفع أكثر أو يتكلف بتكاليف الموقع طيلة فترة الحملة,و الكتابة عن مشاريع و أخبار ليس لها من صحة, كما تلد كل أم ولد صالح و آخر فاسد و كما يوجد مسلم و كافر, يوجد أيضا صحفيا سليما يسعى للمصلحة العامة فقط, فيما يوجد صحفي دخل قطاع الصحافة بطريقة غير مشروعة و بالوساطة, يسعى لزعزعة الوضع و تضليل القراء و المستمعين و المشاهدين, و هذا الأخير كثيرا ما يقدم البرنامج لانه لا يمتلك ضمير و لا إنسانية و لا مبدأ و لا وطنية تمنعه من قول الزور و الكذب لأجل أن يكسب مراد المرتزقة مثله القائمين و المشرفين على القناة أو الموقع و الإذاعة.

ففي كل يوم نشهد ميلاد موقع إعلامي جديد و دخول أشخاص جدد إلى عالم الصحافة و يتحدثون باسم الصحافة, و يكتبون عن فلان و فلان و قال فلان إن فلان فعل و السبب في هذا يعود إلى تكاثر المواقع الإخبارية و عدم مراقبة المواقع أو القائمين عليها,و قلة الفائدة و المهنية, آلاف صحفيين و مئات المواقع, و 6 قنوات فضائية و لا يزال الحال كما هو, المريض على فراشه ينتظر الموت, و المظلوم أمام القصر الرمادي يطالب بحقه, و التعليم غير موجود و التهميش قائم و المشاكل مطروحة, و الاغتصاب و الجريمة يلعبان دورهم كما يلعب الكل دوره, الاختلاط و فساد الشباب, و هذا في غياب تام لما يمسى الاعلام, نحن لم نشهد ثورة في الاعلام كل ما حدث هو فوضى في الاعلام يترأسها بعض " المرتزقة " الذين قبل انطلاق موقع يجبون البلاد شرقا و غربا بحثا عن دعم يجعلهم قادرين على مواصلة جريمتهم, كما أن تصنيف الذي حصلت عليه الصحافة الموريتانية يجب النظر فيه جيدا نحن حصلنا على المرتبة الأولى في اللعب بالشعب و الخداع و النفاق و الكذب و عدم المهنية و عدم معالجة مواضيع ذات صلة بالواقع و هي السبب في العودة بعجلة الزمن إلى الوراء رغم قدرتنا على ذلك, لكن هذه ليست الصحافة أو صحفيين الذين نشاهد في العالم هؤلاء مرتزقة همهم الوحيد هو ما سيكسبونه من التقرير أو المقابلة و ما يدخل جيبهم, ليس المهم استفادة أو الوعي أو التطور, بما أن وسائل إعلام, وسائل دعوية إلا أننا نستخدمها لتدمير الشباب و الهروب عن الواقع, و استضافة أشخاص مللنا من استضافتهم لا جدوى فيهم حتى الشاشة ملت من عرضهم, البرامج المباشر دائما تكون عن السياسة و موقف مسعود من منسقية أو تشكيل الحكومة الجديدة التي لم تزد الطين إلا بلة , نفس الأشخاص شاهدناهم في الحكومات الماضية و استفادة المواطن منهم قليلة, لكن إن لم نتخلص من هؤلاء المرتزقة " البشمركة " لن نستطيع أن نوقف هذا تدهور الحاد الذي تشهده البلاد و السبب الرئيسي يعود إليهم, إذ يُتاح لكل منهم منبر حر يقول منه ما يشاء من الكذب, و يمجد من يدفع أكثر, و تستر على الجرائم المرتكبة في حق المواطنين,هؤلاء الأشخاص هم السبب في بؤس الشعب, غدا في اللقاء الشباب سيقولون لرئيس و لضعفاء العقول أن البلاد في أحسن حالها, كلا أنكم لكاذبون, البلاد في أسوء حالها, إذا أردتم الحقيقة, لكن ما دامت المحطات الإذاعية و القنوات الفضائية, تعتبركم صحفيين و مهنيين لن يجد المواطن الموريتاني مراده و لن تتحقق أمنية أي الشاب,و لن تصل معاناة أيا كان و لن تسمع أذنُ الحقيقة.

صحفيين كاذبون, يفكرون في المال فقط, أو وظيفة سرية يقومون بها و كثيرا ما تكون تلك الوظيفة التجسس, يسخرون أقلامهم للكذب و نفاق, يعتبرون أنفسهم هم الإعلام و هم الرابط بين الرئيس و شعبه, و في الحقيقة هم مجرد تجار دخول إلى قطاع الصحافة وحولوه إلى بورصة للبيع و الشراء, حتى وصل بهم الأمر إلى لعب بعقول صحفيات بتعيينهم و أعطائهم برامج لتقديمها مقابل دخولهم معهم الغرف المظلمة, و تلك الغرف لا يجهلها أحد و ليست جديدة على المؤسسات الإعلامية الموريتانية و خاصة مع هواة الإعلام من النساء ألاتي دائما ما يكنون الضحية.

هؤلاء شوهوا سمعة الإعلام الحر و الخاص, إذ لم يعد أحد مستعد للممارسة الإعلام الموريتانية وذلك لانه وسيلة لتضليل المواطنين فقط و تضييع الشباب و قد شاهدنا جميعا إيمال بعض الصحافة المرتزقة للوفد المصري تعاونا مع العملاء المصريين لاهانة الشباب الموريتاني , على جميع من يعتبر نفسه إعلاميا و لا أقصد بإعلاميين هؤلاء المرتزقة بل إعلاميين الوطنيين الذين يتحلون بالكرامة و الوطنية,أن لا يسمحوا لهؤلاء باستمرار و تشهويه سمعة البلد إعلاميا, يكفي ما أوصلنا إليه إلا حدي الساعة و لا نسى أن نصح وسائل الإعلام بالشفافية و الوطنية, و الوطنية معناها كبير, يجب تحري الصدق والموضوعية بدل النفاق والكذب’فالإعلام مهنة النبلاء و ليس"البشمركة ".

 

الكاتب: حمودي ولد حمادي

[email protected]

جمعة, 14/02/2014 - 03:17