هذا " الاسلام الغريب "

صوره متنوعة , احداها هذه الظاهرة الغريبة الآخذة في الانتشار, المظهر : شارب مستأصل ( حليق نهائيا ) ولحية كبيرة  ,  وهي مثلة  و تشويه لخلق الله , و لا علاقة لها برسول الله صلي الله عليه و سلم , " مثلة " قالها الإمام مالك وهو صادق  ,فنبينا محمد صلي الله عليه وسلم  هو أجمل خلق الله , شاربه خفيف , لا مستأصل نهائيا  بل خفيف جميل مهذب و لحيته كثة كبيرة لا متطايرة بل مهذبة و جميلة و معطرة , هكذا عرفه العالم وأم معبد التي أبدعت في وصفه , أبوبكر الصديق كذلك , شارب خفيف و لحية كثة كبيرة ، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفان , علي بن ابي طالب, خالد بن الوليد، سعد بن ابي وقاص ، سلمان الفارسي ، صهيب الرومي ، كل الصحابة كانوا علي تلك الهيأة  أسوة  برسول الله صلي الله عليه و سلم , الأئمة , الشافعي , مالك الذي رأى في مستأصل شاربه : أن يؤدب و أن يشبع ضربا , الامام أحمد و ابو حنيفه  وإن تقول عليهما بعض المتأخرين , فكلهم كانوا بشارب خفيف  ولحية .

 

ذاك هو مظهره صلي الله عليه وسلم (سنته الفعلية ) فعله وفعل أصحابه  , سنته القولية كذلك دون التلاعب بألفاظ الحديث " القص ، الحف ، الهتك ، الانهاك ، الجز..." البعيدة كلها من معنى الاستئصال النهائي و قد ورد في النص القرآني "  مقصرين " و" محلقين " – الحلاقة هي الاستئصال النهائي - بينما لم يرد في الحديث اللفظ " محلقين " أوحلق و رسول الله صلي الله عليه و سلم أوتي جوامع الكلم و يعرف تماما كيف ينتقي الألفاظ  , ومن جهة أخرى فقد عرف  في" المألوف الفطري البشري " أن الرجل بشاربه و لحيته بل عد قدحا عند بعض الامم " الرجل دون شنب " والاسلام لم يأتي ليحارب الفطرة والمألوف , فمن المستحيل أن يأمر بهذه المثلة لما فيها من تشويه لخلق الله وخروج علي الفطرة وتخويف للأطفال .

 

صحيح أنه عالم غريب الأذواق اليوم , فثمة من يخط مربعات الشطرنج في رأسه و من يرسم الخرائط  في وجهه و ثمة من يستأصل شاربه نهائيا  ويترك  لحيته كبيرة ، وثمة من يحلقهما معا ,  وكل حر في ما ذهب اليه لكن أن يعمله باسم الدين وباسم السنة فلا , لأنه تقول علي رسول الله صلي الله عليه و سلم  وتشويه لصورة الدين .

 

نماذج أخرى عديدة , قد يراها البعض جزئيات صغيرة لكن اثارتها تعد مساهمة في توجيه هذا " الاسلام الغريب "  كفر ، بدعة , شرك ،  حلقات الذكر " بدعة " ،  الخروج مع الدعاة  " بدعة "  ,  قراءة القرآن علي  رأس الميت " بدعة " طيب فماذا يقرأ علي رأسه اذا ؟  قصيدة , نص نثري ؟ أم  دعاءا  ؟ خير الدعاء أدعية القرآن وهي قرآن , أليس كذلك ؟  زيارة القبور " شرك ", ربط زيارة قبر رسول الله صلي الله عليه و سلم  بحديث " لا تشد الرحال الا الي ثلاثة مساجد " وهو تشويش واضح علي ثقافة المسلم اذ لا علاقة للحديث المذكور بالقبور، ولا شيئ في زيارة القبور بل رغب فيها  " .. ألا فزوروها .. " الحديث لأنها تذكر بالآخرة , سيان في ذلك الرجال و النساء , و خيرهن عائشة وزيارتها لأهل البقيع  ليلا ولقائها برسول الله صلي الله عليه و سلم , الحادثة معروفة, فكيف يمنعن من زيارة القبور؟

 

كشف وجه المرأة جريمة ,  فكيف يكون ذلك  ؟ وان كان كذلك , فلماذا اذا  آية غض البصر ؟ و عن ماذا يغض البصر ؟ وأيهما أولى غض البصر أم ستر المكشوف ؟ ثمة اذا  أمر مكشوف ، فما هو؟  , وما معنى الاستثناء  في الآية  "  لا يبدين زينتهن  الا  ما  ظهر  منها  " ,  فما هي الزينة الظاهرة  ؟ واين موضعها ؟ وما الذي  يظهر من المرأة اذا كان وجهها  مغطى؟ أمهات المؤمنين لهن أحكام  تخصهن ، اما الصحبيات فكيف كن ؟ و قد خضن المعارك وعالجن الجرحي و خرجن الي حدائق المدينة وفي اسواقها و زاحمن الرجال في الحج  وخرجن للمساجد , فكيف يكون كل ذلك و وجوهن مغطاة ؟ هل هي الغيرة علي الدين ؟ ام هي النظرة الدونية  للمرأة  وأنها  " من البيت الي القبر"  مغطاة  ظلام  يسير  , قد تصطدم  صاحبته بعارض و قد تسقط في  بير .

"يا علي لا تتبع النظرة فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة " وفي حجة الوداع يوم النحر, أخذ الفضل بن عباس يلتفت إلي المرأة وكانت امرأة حسناء وأعجبه حسنها وتنظرإليه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذقن الفضل فحول وجهه الي الشق الآخر,صحيح البخاري, وفي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال " سألت رسول الله عن نظرة الفجأة ، فأمرني أن أصرف بصري"  وغيرها, فما معنى كل تلك الأحاديث ان كان النسوة مغطيات الوجوه؟ لا ابدا , فلم يكن النسوة في مجتمع أهل المدينة " طالبان " و لم يكن " آمريكان "وكن بين ذلك وسطا  " أمة وسطا ".

 

وقد عامل رسول الله صلي الله عليه و سلم المرأة باحترام وقدرها و سمح لها بكشف وجهها و كفيها و إدارة شؤونها بين الرجال ان كانوا عصبة مؤتمنة ,غير متبرجة في وقار واحترام ، " الموسيقي , الغناء " حرام " هل من نص  صريح  بذلك ؟  أم انها القاعدة الشرعية والمسلمة الثابتة : كل ما يؤدي الي الفجورو الفسق و المعاصي فهو حرام  يدخل في ذلك الغناء والكلام العادي والموسيقى وكرة القدم وسباق السيارات و و , فأي حدث قولي او فعلي يؤدي الي الفجور والمعاصي  فهو ممنوع شرعا و حرام  ,  الاختلاط " حرام "  لكن أي اختلاط ؟ ، حتي بين الاطفال الذين لم يبلغوا الحلم  يعتبرونه حرام , فأي اسلام هذا وأي دين ؟ النتيجة كثرة التحرش بالأطفال وتفشي اللواط  في البلاد الاسلامية ( أرض الجزيرة) شيئ مخجل وموجع للقلب, في الغرب  ينتشر التحرش بالبنات و في بلاد الاسلام ينتشراللواط  والتحرش بالأطفال "كارثة" وكله بسبب الكبت والنظرة السلبية للمرأة والفهم الخاطئ للدين .

المحجة البيضاء "لا زيادة ولا نقصان في أمور الدين" فالله غني عن صلاتنا وأعمالنا ولا تقرب الي الله الا بما فرض, فكل زيادة فهي غلو وتطرف وضلال  وكل نقصان فهو تهاون واستهزاء وضلال " أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني  " أو كما قال رسول الله صلي الله عليه و سلم , فلا مجال للغلو في هذا الدين " ياهرقل أسلم تسلم يؤتيك الله أجرك مرتين " القتل والدمار واراقة الدماء ليسوا من أهداف محمد صلي الله عليه وسلم ,الرحمة المهداة,هدفه واحد وهوهداية العالم  لقول لا اله الا الله محمد رسول الله ، وبسط العدالة والأمن , هكذا عرفه العالم  و هكذا عرف أصحابه , الخليفة عمر بن الخطاب أحد هؤلاء .

المسيحيون مطالبون بتخليد ذكرى الخليفة عمر بن الخطاب الأقباط , مسيحيي لبنان , فلسطين , الفاتيكان,الفضائيات المسيحية الناطقة بالعربية ,كلهم مطالبون بتخليد يوم لهذا الخليفة, لأنه تركهم مكرمين معززين ,وأبقى علي كنائسهم و صومعاتهم , فلولاه لأبيدوا و قتلوا و شردوا ساعتها و التاريخ يشهد , فلما دخل الخليفة عمرالقدس فاتحا تقيد بتعليمات قائده الأعلى للقوات المسلحة (في قواعد الاشتباك ) وطبقها حرفيا فاحترم الشيخ المسن و منع المساس بالأطفال والنساء و الجريح والأسير ومنع هدم الكنائس أو إلحاق الضرر بأصحابها و.... قواعد قمة في الرقي والحضارة , كانت سببا في بقاء وتواجد المسيحيين الان في القدس والبلاد الاسلامية , فظلوا يعيشون وغيرهم في دعة و أمان في ظل دولة الاسلام " الصحيح " تحت قانون :" لكم دينكم و لي ديني ", تلك هي الدولة والاسلام الصحيح الذي يتعطش اليه العالم اليوم .

 

 

 اسلام " اقرأ باسم ربك ", لا اسلام " اقتل ", اسلام العلم والمعرفة,  لا اسلام  أطول راية و أطول برج

اسلام "الدين المعاملات " الذي يرى أن تطبيق الشريعة الاسلامية يبدأ من اماطة الأذى عن الطريق الي حد القتل والجلد و القطع الي حقوق المرأة والطفل الي حق الحيوان" في كل كبد رطب صدقة"الي حق النبات والمحافظةعلي البيئة "ان قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة  فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليفعل" ذاك هوالاسلام الطبيعي الذي تتطلع له البشرية وتحتاجه مجددا, أما ذلك " الاسلام الغريب "  فلا .

 

*البشير بن سليمان

اثنين, 23/04/2018 - 20:39

إعلانات