هرم بونزي....ألا إن الاسيفع أسيفع جهينة...القاضي/هارون عمار اديقبي

تفاعل كثير من الاخوة الكرام مع تدوينتي التنويرية او عصارة مقروءاتي عن هرم اتشالز ابونزي كما في الرابط اسفله..
لكن احد الزملاء القضاة الافذاذ أرشدني عصر اليوم خلال اتصال عارض الى اشارة فريدة جعلتني ابحث عن البونزية في تراثنا الفقهي الاسلامي ...حيث توصلت الى ان الدولة الاسلامية وخلال القرن العقد الثالث الهجري شهدت شكلا من اشكال البونزية.. لكنها عولجت بشكل حاسم والى الابد...
لقد علق الاثر الدال بذهن هذا القاضي الفذ من خلال شاهد صرفي على فعل "إدان"بتشديد الدال في لامية الافعال.
بيد انه حل لي اشكالا طالما بحثت عنه... وقفت على الحل في اثر الصحابي الاسيفع الجهني..لانه ادرك النبي صلى الله عليه وسلم...الذي مارس نوعا من البونزية في احدى تجلياتها حتى أفلس اي حتى رين به اي أحاط به الدين الشبيه بالرين السواد من كلا بل ران ...الاية.
فالهدف الذي استدان به الجهني و غالى به معرضا اي عارضا عن النصح او الاداء هو حب الظهور وسبق الحجيج حتى افلس فقسم الخليفة عمر ما تبقى من ماله بين الغرماء...
انظروا في هذا الاثر الممتلئ لغة و صرفا وفقها و اقتصادا وقد أورده الامام مالك في الموطأ و وصله الدارقطني وهو من غريب الامام مالك عند اهل الدراية..
الاثر
عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف المزني عن أبيه، أنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كان [يسبق الحاجَّ فـ] يشْتري الرَّواَحل فَيُغالي بها ثُمَّ يُسْرِعُ في السَّيْر فَيَسْبِقُ الحاجَّ فَأَفْلَسَ، فَرُفِعَ أمْرُهُ إلى عمر [بن الخطاب] فقال: أمَّا بعدُ، أيها الناسُ، فَإِنَّ الأُسَيْفِعَ - أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ- رَضِيَ من دِينِهِ وأَمانَتِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الحاجَّ، ألا وإنَّهُ قد ادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ بهِ، فَمنْ كان له عليه دَيْنٌ، فَلْيَأْتِنا بالغَداةِ، نَقْسِمُ مَالَهُ بين غُرَمائِهِ، وإيَّاكُمْ والدَّيْنَ، فإنَّ أوَّلَهُ هَمٌّ، وآخِرَهُ حَرْبٌ".
أخرجه الامام مالك في الموطأ 1/ 553
انظروا الى شَرْح الْغَرِيبِ
-الرواحل:جمع راحلة، يعني الإبل.
-أسيفع: تصغير أسفع، والسفعة في اللون: السواد.
-قد ادَّان: أدنت الرجل، وداينته: إذا بعت منه بأجل، وادنت منه: إذا اشتريت منه إلى أجل.
-مُعْرِضاً: المعرض هنا بمعنى: المعترض، أي: اعترض لكل من يقرضه. يقال: عرض لي الشيء وأعرض وتعرض واعترض بمعنى واحد. وقيل: معناه: ادَّان معرضاً عمن يقول له: لا تستدن، فلا يقبل، وقيل: معناه: أخذ الدين معرضاً عن الأداء.
- قدْ رِيْن به: رين به: أي: أحاط به الرين، كأن الدين قد علاه وغطاه. يقال: رين بالرجل ريناً: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه.
-حرب: الحرب بسكون الراء: معروف، يعني: أنه يعقب الخصومة والنزاع. وحرب بفتح الراء: السلب والنهب.
اخوتي الكرام ما اجمل تراثنا الاسلامي فهو يحافظ ويحذر من المخاطرة في الاستدانة الفاحشة والدين الذي يبعث به المدين املا في ذهن الدائن ما يشكل تحايلا مبطنا بحب التزهد والتدين هنا سبق الحجيج لذا حاربه عمر و ذمه...انها البونزية التي حارب الاسلام بشكل فعال والتي لم يعالجها الاقتصاد الوضعي الا بعد فوات الاوان للاسف.
https://m.facebook.com/story.php…

ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد، ووقوف
أحد, 14/01/2018 - 18:35