ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻻ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ / ﺍﻟﺘﺮﺍﺩ ﻣﺤﻤﺪﻟﻲ

ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺳﻼﻟﻢ ﻳﺮﺗﻘﻮﻧﻬﺎ ﻟﺠﻠﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭ ﻣﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﻨﻘﺬ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭ ﺗﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻧﻘﺪ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﺸﺨﺺ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻤﺎﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭ ﻫﻢ ﺑﻬﺎﺫﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺗﺴﻴﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻻ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ، ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭ ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭ ﺩﻧﺎﺀﺓ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻭ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻋﻼﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ، ﻓﺮﺟﺎﺀ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ، ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻭ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺎﻻ ﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻓﺎﻟﻴﺒﺤﺚ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻴﻘﻒ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻓﻼ ﻧﺎﻗﺔ ﻭ ﻻ ﺟﻤﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﺮﺍﺗﻪ ﺗﺠﻮﺩ ﺑﺄﺭﻭﺍﺣﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﻺ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻛﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﻌﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﺸﻴﺊ ﻏﻴﺮ ﻃﻤﺄﻧﺘﻪ ﻭ ﺇﺷﻌﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻣﻨﺴﻴﺔ ، ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺇﺑﺎﻥ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ .

سبت, 23/06/2018 - 13:44