تمكن الشوط الأول من الانتخابات من الصمود فى جو من الفوضى المطلقة وانعدام الشفافية وكأنها أمام تصرفات هواة. فما الذي لم يقل من إهانات فى حق اللجنة المسكينة التى أوكلت إليها مهمة شبة مستحيلة بتنظيم أربع اقتراعات
فى وقت واحد. وليس هذا دفاعا عن اللجنة التى هي ضحية لحماسها الزائد عندما تصورت أن بإمكانها أن تصل إلى أهدافها مع إمكانياتها المتواضعة. لقد ذهبت الأموال، وكان الاقتراع الذي انتظره العالم-حتى بالنسبة لمن كسبوه- فضيحة. هناك حالة من التراضى الضمنى بين السياسيين لكسب أكبر قدر من العمد
والبرلمانيين مع الاستمرار فى انتقاد الاقتراع من ألفه إلى ياءه. وكل يغنى أغنيته. لم تشهد موريتانيا انتخابات أكثر كارثية من هذه، حسب جميل ولد منصور. بالنسبة لبيجل كانت اللجنة تنقصها كثير من الأمور كما أنها تحيزت بشكل خاص ضد حزبه. مسعود أبدى سخطه من الانتخابات بدوره، فقد هدد بمقاطعة الشوط الثاني من الانتخابات، لكن ذلك لم يتعد مجرد الكلام. لكننا لا نستهين بالحصول على عدد من النواب والعمد وصفة معارض ودعم عمومي يسد بعض الفراغ فى مصادر الميزانية. أسلوب جديد لاستعادة العذرية السياسية. نحن لم نشارك فى هذه المغامرة على عكس رأي زملائنا لنجد أنفسنا فى المنتصف وأننا سلكنا الطريق الخطأ. فهل الاستمرار –إذن- هو خوف من الغرق؟ أو هو للحصول على أكبر قدر من المكاسب، مع الامتناع مستقبلا عن المشاركة فى كل ما يدعى مسخرة؟ على أية حال فإن المشاركين فى اقتراع 23 من نوفمبر لم يستوعبوا القضية الحقيقية بالنسبة للسلطة. فهي غامرت بتنظيم انتخابات دون مشاركة كافية من أحزاب المعارضة من أجل إعطاءها غطاء من المصداقية. وبذلك تخلصت ممن يمتلكون أوزانا انتخابية، ومن المفاوضات. فالمعارضة تسعى لانتزاع أكبر قدر من التنازلات من النظام. والنظام يفضل مصلحته ومصلحة أحزابها على مصلحة المعارضة وحتى مصلحة البلد.
ولا تزال السلطة تحاول استغلال ما يحدث من تصدع فى جدار المعارضة بأقصى ما يمكن. كما حصل فى العام 2007 عندما حصل المرشح المدعوم العسكر على دعم مسعود ولد بلخير، وكما دعم ولد داداه ما سماه بالتصحيح فى أغشت من عام 2008. وها هو الأمر يتكرر مجددا فى العام 2013. وكما يقال فإن الشعوب تستحق قادتها. والقادة تشمل من هم فى السلطة أو فى المعارضة. إذن هناك 75 بالمائة من الناخبين حسب اللجنة سوف يستمرون فى متابعة الريح حيث ما مالت يميلون. أو لسنا أهل الصحراء الذي يتقنون فن البقاء على قيد الحياة؟ كل لنفسه والله للجميع. فنحن أمة من المتناقضات، لدينا ديمقراطية من أجل التبتابة وديمقراطيون تبتابة.
Le calame N° 909
ترجمة الصحراء