كل الدلائل تدل على أن عزيز لم يتمكن من تغيير الدستور ليواصل الحكم في مأمورية ثالثة ليقينه أن تلك المحاولة سترافقهاإحتجاجات عديدة محليا ودوليا قد تفسد كل ما خطط له لذا لجأ الى الخطة البديلة التي تمكنه من أن يخدع الجميع بإيهامهم بإحترامه للدستور وتغليب مصلحة الوطن على طموحه الشخصي ونظرا لما يرافق تلك الخطوة من مخاطر كان لا بد من أختيار شخص يمكنه أن يعتمد عليه بهذا الخصوص فلم يجد أفضل من رفيق دربه الغزواني لذا جند كل طاقاته ليتمكن هذا الأخير من الوصول للحكم وهذا ما حصل بالفعل ولكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه متى يعود عزيز للحكم وما هي الخطة التي وضعها لتحقيق ذلك .
كل المؤشرات تدل على أن عزيز لا زال ممسكا بخيوط اللعبة وأنه ترك الدولة في وضعية إقتصادية وأجتماعية وسياسية صعبة تتطلب معالجتها موارد مالية جمة وتوافقا وطنيا قادرا على وضع حد لتلك الملفات السياسية والاجتماعية التي ظلت عالقة طيلة الحقبة الماضيةوالتي تؤرق مضجع كل غيور على سكينة هذا الوطن .
يبقى السيناريو الأقرب أن تزداد الوضعية صعوبة وأن تتحرك الأيادي الخفية لعزيز وترتفع الأصوات المنادية بعودته للسلطة هذا ما لم يتحرك غزواني بسرعة وتجريد رفيقه من كل تلك الأسلحة الخفية التي يمتلكها والتي يحسن إستعمالها متى ما شاء وكيف شاء.
لقد خلق عزيز رجال أعمال وساسة وضابطا حكم بهم وأوكل اليهم مهمة التصدي لغزواني في حالة محاولته المس من مصالحه الامر الذي يفرض على غزواني إن أراد البقاء في السلطة التخلص منهم واحد تلو الآخر وأستبدالهم سريعا بمن يمكنه الاعتماد عليهم في معركته المفتوحة مع رفيق دربه وزمرته وسيكون بحاجة ماسة لتحقيق ذلك لمد يده وبإخلاص لكافة مكونات الطيف السياسي وإشراكهم بشكل فعلي في ادارة البلاد وإتخاذهم ظهيرا له يستطيع حشد الدعم له .
أما السيناريو الآخر فيكمن في كون غزواني جاء للسلطة ضمن الخطة البديلة التي أعدها بعناية عزيز ليهيأ له الظروف المناسبة للعودةللسلطة بعد أن تمكن من توفير الحماية له ولحاشيته من المتابعة ورفض فتح كل ملفات الفساد التي يتهم بها نظامه وفي هذه الحالة لا يمكن التكهن بما ستؤول اليه الامور لاحقا ويقينا لن تكون أياما وردية .