ولدبكار يفضح أهم مؤسستين ماليتين

التقى الصحفي والناشط السياسي محمد محمود ولد بكار اليوم ببعثة من صندوق النقد الدولي كانت تزور نواكشوط هذه الأيام وقد قال ولدبكار لتقدمي إنه طلب اللقاء مع كل من البعثتين اللتين تمثلان على التوالي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، غير أن بعثة البنك الدولياعتذرت لكونها سبق وأن نسقت لقاءاتها بالتعاون مع البنك المركزي بالتعاون. ك

اللقاء جرى بعد أن بعث ولد بكار يوم 26 سبتمبر الماضي بعشرة أسئلة مكتوبة إلى بعثة صندوق النقد الدولي نزولا عند طلبها بمكاتبتهابالهدف من اللقاء، ليتم نقاشها خلاله، وقد طرح ولد بكار على أعضاء البعثة أسئلة ذات صلة بتقاريرها التي قال إنها تدعم الحكومة علىأسس لا علاقة لها بالضرورة بالإصلاحات ذات العلاقة بالحكامة الرشيدة، ولا محاربة الفساد، ولا بتحسين الوضع المزري للمواطنين العاديين.

وشرح ولد بكار كيف أن البنك الدولي بهذا المعنى يدعم السلطة في مواصلة الفشل والفساد وخاصة في ظل غياب المنافسة ومناخ الأعمال.

ولد بكار تحدث للبعثة عن آليات الاستثمار في البلد، وكيف أن كل الامتيازات كانت تذهب إلى جيب رأس السلطة وحاشيته، وهو ما أدى إلىتركز الثروات وكل الاقتصاد الموريتاني في أيدي خمسة أشخاص أو ستة، وهذا–يقول ولد بكار– لا يعبر عن نمو اقتصادي حقيقي يمس حياةالناس رقم الأرقام التي تقدمها السلطات للمؤسسات المالية العالمية، لأن هذه السياسات–يواصل ولد بكار– أدت إلى تراجع الوضع المعيشي للناس ، فبهذا المعنى البنك الدولي يساهم في دعم الحكومة وقتل المواطن بسياسات اقتصادية شرهة، فتحسن الميزانية مثلا يخفي وراءهت تعرفة جمركة كبيرة على المواد الغذائية، وبالتالي كوارث ستقع على القوة الشرائية التي ستضعف كثيرا في ظل ضعف الدخل، كما أن تحسن النمو يخفي وراءه وضعية مزرية وصعبة اجتماعيا واقتصاديا، وهذه الميزانية خمسمائة مليار أوقية قديمة تمثل منها ثلاثمائة وعشرين مليارمن الضرائب فقط، وليست استثمارات خارجية كبيرة تذكر، ولا مناخ للأعمال، وليست راجعة إلى التطور الاقتصادي. إذن –يقول ولد بكار– إنهم يكرمون هذه الحكومة وحكومة ولد عبد العزيز قبلها، بينما تستمر الحكومة في طحن المواطن، والدعاية والتبجح بهذه التقارير خارجياوداخليا.

وعرج ولد بكار على صفقات الفساد التي عرفتها البلاد في عهد ولد عبد العزيز، وقال إنها لا تظهر في التقارير الدولية كصفقة بولي هونونغ،وشركة المطار، وصفقات الموانئ.

و سأل ولد بكار البعثة قائلاً: لماذا صفقة هوندونغ وقضية المطار، و صفقات والموانئ لا يتم التطرق لها في تقاريرهم، منبها إلى أن أكبر بندفي الميزانية هو ميزانية الاستثمار الذي يبلغ  حوالي مائتي مليار أوقية، لم يكن يستفيد منه إلا ولد عبد العزيز ومقربوه وأقاربه، وهذا ما مركزالثروة في أيدي قلة وأنتج سوء في الأحوال الاقتصادية. يقول ولد بكار

أعضاء بعثة البنك الدولي ردوا بأن البنك لا يستقي معلوماته من الجهات الحكومية فقط، ولكن من جهات أخرى مستقلة، ويحاول أن يعطيصورة موضوعية، وأن الأمور في الاقتصاد لا ينظر إليها بمنطق الأسود أو الأبيض، وأنهم لا يتدخلون في كل القطاعات، وبالتالي فإنمعلوماتهم قد لا تكون هي المعلومات الدقيقة المعبرة عن كل الوضع الاقتصادي، وأنهم يهتمون بالشراكة مع موريتانيا.

هذا وقد سلمت البعثة نسخة من تقريرها لولد بكار مكتوبا باللغة الفرنسية والذي احتج على ذلك، وطالب البعثة أن تعرب تقاريرها، كما طالبالمؤسسة الاقتصادية الدولية بإشراك قطاع أوسع من الفاعلين الاقتصاديين من أجل الحصول على صورة أدق للوضع الاقتصادي للبلد.

جمعة, 11/10/2019 - 18:57

إعلانات