عني الإسلام بعمارة الأرض ورعاية الكون عناية خاصة وأولاها اهتماما مشهودا، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وهيأ فيه الظروف المثلى للحياة السعيدة المستقرة، ثم استخلف فيه الإنسان ليقوم بإعماره على الوجه الأكمل الذي يحقق به مرضاة ربه وخدمة بني جنسه وخدمة الكون من حوله؛ قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } وعندما عرض القرآن قصة بدء الخليقة والنشأة الأولى أشار – في سياق ذلك – إلى أن أكبر مهدد لاستمرار الحياة الطبيعية على هذا الكوكب الوليد إنما يأتي من سفك الدماء والإفساد في الأرض؛ يقول سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} فالإفساد - الذي هو ضد الإعمار – أكبر خطر يتهدد الحياة، وهو البند الأول من المهددات التي استشعرها الملائكة الكرام أثناء الحوار عن الأرض وخليفتها، ومن ثم فقد حذر المولى تعالى أشد تحذير من هذه الماحقة المدمرة؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} وقال: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} وقال: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} وجرم إراقة الدماء – بغير حق - أيما تجريم وحرم الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو على مالكيها . من هذا المنطلق نطالب باسم السكان المتضررين في حي أبوش 10 الذين هدمت منازلم في يوم الجمعة الأسود على يد وزارة الإسكان وبشكل تعسفي كافة الهيئات الدينية في البلد من وزارة الشؤون الدينية و المجلس الأعلى للفتوى والمظالم و رابطة العلماء ورابطة الأئمة وجميع المنتديات الإسلامية في الوطن التنديد بهذا الجرم المحرم بالشرع والقانون والمطالبة من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وهو الراعي ونحن الرعية بالتدخل لإصلاح ما فسد من مال وجبر ماكسر من قلب رغم أن الجرح مازال ينزف حتى هذه للحظات التي أكتب فيها هذه الحروف لقد كان الوقع قاسيا وصعبا حيث شرد المئات من المواطنين وهدمت مزالهم وأفسدت ممتلكاتهم أمام أعينهم وهم الآن ينتظرون من الجميع التضامن معه حتى يرفع عنهم الظلم وتسترجع لهم أرضهم ومافسد من ممتلكاتهم ، والله لايحب الفساد
كتبه الشيخ يحفظ أعليات
المسؤول الإعلامي عن سكان أبوش 10