يرى كثيرون أنه دون إصلاح جدي للقضاء في موريتانيا لا يمكن لأي تنمية أن تتحقق على الإطلاق .
و ربما كان النجاح أو الفشل في هذا الملف بمثابة مؤشر حقيقي على جدية السلطة الجديدة في إصلاح القطاع فعليا حسب ما جاء في برنامج تعهداتي و معالجة المشاكل المعروفة أو الخفية في جهاز القضاء سواء تعلقت بالظروف المادية و المعنوية للقضاة أو باستقلالية القاضي الجالس المنقوصة أو المنعدمة أو تعلقت بإختلالات ذاتية أو عوامل متشعبة .
و حسب عارفين بالميدان فإن القضاء في موريتانيا تتعايش في ساحته العديد من المتناقضات و تتعاوره الكثير الهفوات و تنخر في جسده إختلالات تجعل الكثيرين ينظرون إليه بعين الريبة و نقص أو عدم الثقة .
الواقف أقوى من الجالس :
كثيرا مايطرح البعض إشكالية ما يوصف ب (غياب إستقلالية القاضي) ، و يرجع أصحاب هذا الطرح الأمر إلى الوصاية المطلقة للسلطة التنفيذية على القضاة ، الأمر الذي تسبب حسب هؤلاء في قوة القضاء الواقف (النيابة) على القضاء الجالس (قضاء الحُكم) حتى أصبح الأخير تابعا للأول مكرها .
البحث عن النزهة في ثوب التكوين :
يتحدث البعض عن ضعف أداء القضاة ، و يقول هؤلاء إن السبب ربما يعود إلى غياب التكوين المستمر .
و يذهب بعض العارفين بهذه المضامين إلى أن التكوينات التي يبحث عنها الكثير من القضاة تكون في الغالب أيام نزهة في الخارج في ثوب دورة تكوينية في الظاهر ، وليس هذا هو المطلوب من قضاة يترتب على تكوينهم عمل جليل يتعلق به الفصل بين المتخاصمين و إنما يجب أن يكون تكوينا عميقا يزيد في المعرفة و التجربة ، و هنا ربما يبرز غياب الوازع المهني الذي يتحدث عنه البعض و التركيز على الجانب المادي الذي يُتهم به بعض القضاة .
سجون و محاكم مؤجرة و علاقة غريبة بين القاضي و المحامي :
يستغرب البعض من مايسميه علاقة وطيدة بين المحامين والقضاة ،و هي علاقة في غالبها لاتخلو من شبهة حسب فهم كثيرين ، وسبق أن لوحظ ذالك أكثر من مرة .
ويطرح موضوع هشاشة البنى التحتية القضائية (المحاكم و السجون ) مشكلة كبيرة ، فبعض المحاكم وحتى السجون تؤجر منازل لخواص و منذ أمد بعيد ،مع غياب أي أمل لمعالجة تلك الوضعية المريبة رغم بعض التسويف الجاف,
اكتظاظ و غياب برامج تأهيلية :
و تبرز عند الحديث عن موضوع القضاء مشاكل عديدة كالإكتظاظ في السجون ، و ضعف أو انعدام الرعاية الصحية داخل السجون ، و ربما غياب برامج تأهيلية للمساجين سواء كانوا قاصرين أم بالغين و ربما يكون السجن بمثابة حاضنة تتربى فيها الجريمة بأبشع صورها إن لم يتدارك الأمر بعمل جدي عاجل .
شبكة المراقب