القضاء في موريتانيا.. مشاكل الحاضر ..وتطلعات المستقبل (تحقيق)

يرى  كثيرون أنه دون  إصلاح جدي  للقضاء في موريتانيا   لا يمكن لأي    تنمية أن تتحقق على الإطلاق .

 و  ربما كان  النجاح أو الفشل في هذا    الملف   بمثابة  مؤشر  حقيقي على جدية  السلطة  الجديدة  في إصلاح القطاع  فعليا  حسب ما جاء في برنامج تعهداتي  و  معالجة المشاكل  المعروفة أو الخفية في جهاز القضاء  سواء تعلقت  بالظروف المادية و المعنوية  للقضاة أو  باستقلالية القاضي الجالس  المنقوصة  أو المنعدمة   أو تعلقت  بإختلالات ذاتية  أو عوامل  متشعبة .

 

و حسب عارفين بالميدان فإن القضاء في موريتانيا تتعايش في ساحته العديد من المتناقضات و تتعاوره  الكثير الهفوات و تنخر في جسده  إختلالات تجعل الكثيرين  ينظرون  إليه بعين الريبة و نقص أو عدم الثقة .

 الواقف أقوى من  الجالس :

 كثيرا مايطرح  البعض إشكالية ما يوصف   ب  (غياب إستقلالية القاضي) ، و يرجع أصحاب هذا الطرح الأمر إلى  الوصاية المطلقة للسلطة التنفيذية على القضاة ،  الأمر الذي تسبب حسب هؤلاء  في قوة القضاء الواقف (النيابة)  على القضاء الجالس  (قضاء الحُكم)  حتى أصبح الأخير تابعا للأول مكرها  .

 

البحث عن النزهة في ثوب التكوين :

 يتحدث البعض عن ضعف أداء القضاة ،  و يقول هؤلاء إن السبب  ربما يعود إلى  غياب التكوين المستمر .

و يذهب بعض العارفين بهذه المضامين  إلى  أن التكوينات التي يبحث عنها الكثير من القضاة  تكون في الغالب أيام نزهة في الخارج في ثوب دورة تكوينية في الظاهر ،  وليس هذا هو المطلوب من قضاة يترتب على تكوينهم عمل جليل يتعلق به الفصل بين المتخاصمين   و إنما يجب أن يكون تكوينا عميقا يزيد في المعرفة و التجربة ،  و هنا ربما يبرز  غياب الوازع المهني الذي يتحدث عنه البعض  و التركيز على الجانب المادي الذي يُتهم به بعض القضاة .

سجون و محاكم مؤجرة و علاقة غريبة بين القاضي و المحامي  :

يستغرب البعض من مايسميه علاقة وطيدة بين المحامين والقضاة ،و هي علاقة  في غالبها لاتخلو من شبهة حسب فهم كثيرين ،  وسبق أن لوحظ ذالك أكثر من مرة  .

ويطرح موضوع هشاشة البنى التحتية القضائية  (المحاكم و السجون ) مشكلة كبيرة   ،  فبعض المحاكم وحتى السجون تؤجر منازل لخواص و منذ  أمد بعيد  ،مع غياب أي أمل لمعالجة تلك الوضعية المريبة رغم بعض التسويف الجاف,

اكتظاظ و غياب برامج تأهيلية :

و تبرز عند الحديث عن موضوع القضاء مشاكل عديدة كالإكتظاظ في السجون ، و ضعف أو انعدام  الرعاية الصحية داخل السجون ، و ربما غياب  برامج تأهيلية للمساجين سواء كانوا قاصرين أم بالغين و ربما يكون السجن بمثابة حاضنة تتربى فيها الجريمة بأبشع صورها إن لم يتدارك الأمر بعمل جدي عاجل .

شبكة المراقب

خميس, 07/11/2019 - 20:40

إعلانات