قرأتُ ـ حَدْرًا ـ مشروع القانون الجديد المتضمن تنظيم مهنة المحاماة، فاستوقفني فيه ـ من أشياء ـ سقوط واجب احترام المحامي للمحاكم والقضاة منه..
تَنُصٌّ المادة 5 من القانون المُلغى بموجب مشروع القانون الجديد على هذا الواجب، ومنها: "..وأن يلتزموا النزاهة والاعتدال واحترام المحاكم والقضاة.."..
يوجد مثل هذا المقتضى في العديد من القوانين المتعلقة بمهنة المحاماة في المنطقة، ولا أراه يلحق ضررا بالمحامي، ولا يعيق أداءه لمهمته النبيلة..
أعتقد أن طبيعة العلاقة بين المحامي والقاضي تتطلب مثل هذا المقتضى، وأنه إذا كان من مصلحة القاضي وجود مهنة محاماة منظمة وفعالة، فإنه من مصلحة المحامي أيضا إظهار احترام القضاة والمحاكم..
يَعْلَقُ بذهني دائما تعليق ذلك المحامي الذي حضر محاكمة في قصر العدل بنواكشوط، وعَلَّقَ على ما شاهد وسمع من محامين تجاه قضاة المحكمة: "إما أن هؤلاء يثقون في عدالة قضاة المحكمة بحيث يعلمون أنهم لن يتأثروا بمثل هذا الكلام، أو أنهم يستهترون بمصالح موكليهم"..
مهما يكن: يبقى خير الاحترام ما انتزعته الكفاءة ونظافة اليد والمهنية والحياد، وسلامة الإجراءات، مصداقا للمثل: "ألِّ إِدُورْ لمْهَابَة يشْرِيهَ"، و غَـلَّظَ فَتْلَته رفض الإهانة وردها وافية المكيال..
من صفحة القاضي/احمد عبدالله