الردة ظاهرة فكرية جرمية و لا حل معها إلا القتل/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

لقد تأكدت من خلال بعض الصوتيات الواضحة المتداولة،أن ثمة شبابا من الموريتانيين، يعانون من اضطرابات عقدية عميقة،تصل لمرحلة الكفر بجلاء.و الردة حصلت بعد موته صلى الله عليه و سلم،و الوحي يومها قريب عهد بالناس،و لم يكن لها من بد و لا علاج، سوى الحروب الرادعة،التى عرفت حينها بحروب الردة.
و أما عندما نشر ولد امخطير ،بل و غيره، لم يكن من حل رادع إلا القتل احتياطا و حزما،حتى لا يترك الحبل على الغارب،لكل من دب و هب، ليقدح فى دين الله،أما اجتماع بعض العلماء و بحضور و توجيه السلطان يومها، محمد ولد عبد العزيز،لتمكينه من حريته و إطلاق سراحه و تكريمه ضمنيا،فقد مثل ذلك حدثا فارقا،بل مثل إشارة تشجيع للملحدين المختبئين المفترضين.
و ها نحن اليوم نحصد ثمرة تلك "السياسة العزيزية"،التى جاملت الاستهزاء بحرمات سيد الخلق طرا،عليه أفضل السلام و أزكى التسليم،و لم تكتمل سنة على إطلاق سراحه و تبسيط ملفه،إلا و قد حصل ما توقعنا،من خروج الردة من تحت عباءة التردد و الخوف.و ها هم اليوم يسرحون و يمرحون،فى مجموعات الواتساب،و يرددون كلام الكفر ،كفاحا صريحا،دون ذرة تخوف أو توارى!.
إن ضعف الاعتقاد من نصيب البعض و غيابه  من نصيب بعض آخر،و المستهزئ بالذات الإلاهية و رسولنا صلى الله عليه و سلم ،يستتاب فإن رجع قتل حدا و يدفن فى مقابر المسلمين، و إن لم يتب يقتل كفرا و لا يدفن فى مقابر المسلمين.
و بالنسبة لمثل هذه الوساوس و الأمراض،لها مسبباتها و خلفياتها ،و لكن تجرئ أصحابها فى الظهور، لأسلوب الدولة و القضاء فى الحكم المنصرم،دور سلبي فى تلك المجاهرة الفاجرة!.
و تتبع الجهاز الأمني فى الوقت الراهن، لملف هؤلاء،أمر مبرر و استعجالي،و إلا فإن هوية الأمة فى خطر محدق،لا قدر الله.
إن الجميع أمام اختبار عسير،فلا مجال للتراخى مع الاستهزاء و التلاعب بدين الله.
فأجهزة الدولة المعنية و القضاء،جديرون بالقيام بما يلزم، لتعزيز حصون الهيبة حول قيمنا و معتقداتنا و هويتنا الإسلامية،التى تمثل عروتنا الوثقى،التى لا بديل لها و لا غنى عنها و لا سعادة و لا أمان من دونها.
هؤلاء فعلا يستحقون العزل و الحزم،حتى لا تنتقل عدواهم إلى غيرهم،و حالتهم الوبائية المعنوية أخطر من الأوبئة المادية مجتمعة،و الدولة لها الحق فى السهر على حماية ثوابت الدين و العقيدة،فهي أكثر أولوية من أي اعتبار أو مصلحة أخرى.
و لا ينفى تطبيق الحد الشرعي تجاه الردة،أهمية التوجيه و الحوار،بل تلك الدعوة إلى الله، و أبوابها لا توصد ولا تغلق،لا قدر الله.
لكن ينبغى أن ندق ناقوس الخطر،منتبهين -شعبيا و رسميا-إلى خطورة ما يحصل من حين لآخر، من ردة و فجور متكرر باستمرار،دون رادع!.

ثلاثاء, 18/02/2020 - 14:25

إعلانات