
منذ الإعلان عن أول إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد-19 في موريتانيا منذ 13/03 والبلاد تبذل جهودا مضاعفة ومتزايدة لتجنيب المجتمع خطر هذا الداء الذي أسكت اللاهين وهذب المتكبرين وأزال غشاوة التائهين...، فتم الإغلاق الجزئي ثم الكلي بين المدن وطبق حظر التجوال من السادسة إلى السادسة صباحا وتسابق بعض أهل الخير في تمويل الصندوق المخصص لمواجهة هذه الجائحة، وبذل العديد من المواطنين جهودا معتبرة للتعاون وتقاسم القليل مع الأكثر احتياجا، وسعت فرق من المدونين لمتابعة الجهود المبذولة رسميا وتقويم العمل الميداني ومواكبته ودعمه بما أمكن، لكننا للأسف لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونشهد حالة أو حالات من تشتيت الجهود والطعن من الخلف بواسطة أفراد منا وبين أظهرنا وكأنهم خلقوا للتدمير..
تحدث الجميع في الإعلام التقليدي والحديث، وفي المنازل والمساجد عن ضرورة التقيد بالإجراءات الصحية والضوابط المقررة من طرف الجهات الرسمية.. ولله الحمد آتت تلك الجهود أكلها إلا أن تدميرها جميعا لا يحتاج أكثر من مستهتر يسهل دخول جان حدودنا وتساهل أهله وجيرانه فقط..، وحالة إصابة واحدة تتجول في المجتمع كفيلة بنسف كل ما قيم به بل وتدمير ما بقي، فالحالة رقم 31 في كوريا الجنوبية تؤكد التحقيقات التي قام بها الكوريون أنها كانت السبب في%80 من حالات الإصابة المؤكدة فيها والبالغة أكثر من 8500، والدكتور (د) بإيطاليا يعتبر هو السبب المباشر في انتشار المرض في المستشفيات ودور المسنين حيث تفاقمت حالات الوفيات فيهما..
تعاون المجتمع ضروري ومهم و لكن لا ينبغي بحال من الأحوال التعويل عليه فقط.
على الجهات الرسمية أن تعلم الآن أن نجاحها هو في منع تفشي هذا الوباء بعيدا عن أي شيء آخر.
لله الحمد والمنة الوضع العام الآن حسب ما يبدوا قابل للسيطرة على التفشي، غير أن المتربصين على الحدود وللأسف بيننا يحتاجون طريقة تعامل مختلفة غير التي نشاهدها اليوم من تشجيع؛ حيث تتم مكافأة المتسلل بالإقامة في أحد أفضل الأماكن في المنطقة التي يتواجد فيها، مع أفضل رعاية صحية في بلادنا، وعند التأكد من خلوه من الفيروس يرجع معززا مكرما لأهله وذويه ليتلقوا هم أيضا رسائل التهنئة وأنواع الأدعية، وفي حالة ثبوت إصابته توفر له أفضل طرق الرعاية وتسهر نخبة فرقنا الطبية على راحته...، مع كثير شكايته ومناكفته وإدعاء المظلومية..
لا أشك ولو لوهلة أن هذه الإجراءات ستكون حافزا لكل مستهتر ليعصف بالجهود المبذولة وبالأرواح البريئة المصانة..
أغلب دول العالم تعاقب المتستر على الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس ومن لا يلتزم بإجراءات الحجر الاحترازي وكل أنظمة الوقاية المعمول بها، أما من يهرِّب الأشخاص ويدخلهم للبلد في هذه الفترة فهو لا يقل خطورة عن من يدخل القنابل والأسلحة والمخدرات بل خطره أشد، وفتكه أسرع، وينبغي التعامل معه وفق آلية سريعة ومباشرة وذات جدوى تمكن من حماية المجتمع فالعقوبات ينبغي أن تكون زاجرة ...
أما المتسلل إلى حدودنا فينبغي أن يكون عبرة لمن يعتبر؛ على الأقل يجمع له بين العقوبة البدنية والمادية وحتى الحرمان من الحقوق المدنية ... لا أريد أن أكون قاسيا في هذا العرض غير أن النصر صبر ساعة ولم يبقى منها الكثير، ومن مأمنه يؤتى الحذر فسدوا هذه الفرجة بأشد ما تسد به حتى تطمئنوا وتعملوا دون تخريب ولا تنغيص.
وبعد الانتهاء من فحص المحجوزين وإخلاء سبيلهم ينبغي البدء فورا بإدخال المواطنين العالقين على الحدود -حسب الإمكان- وحجزهم احترازيا..
حمى الله بلادنا من كيد الكائدين وهزل المستهترين وغباء الجاهلين، وحفظ مجتمعنا من كل سوء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
د. سالم فال ابحيدة