مذكرات السجين السلفي /محمد خالد أحمد
هذه المذكرة كتبتها منذ فترة ورغم أني لم أعد أتبنى ماتضمنه بعض الأشعار التي وردت في بعض صفحاتها إلا أني أثبتها كما هي مراعاة للمصداقية في نقل الأحداث واليوميات كما هي دون تغيير
ملاحظة:
رغم ما لحق بنا في ذلك السجن من الضرر الناتج عن سوء المعاملة، ورغم ما عشناه فيه من الحرمان وألوان العذاب ورغم عانيناه من الإقصاء والتغييب لقضيتنا العادلة إلا أن ذلك لم ولن يجعلنا ننقم على بلادنا حكومة و شعبا ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وغفر الله لمن كان سببا في ذلك
،
: و لسان حال الواحد منا
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي و إن ضنوا علي كرام
سنة 2010م من شهر يناير
_إلى2011م من نفس الشهر ،
_ سأحاول أن أتكلم عن ماوقع فيها من الأحداث وأفتح نافذة حية على ماكان يجري خلف الكواليس وأسوار السجون من حقائق ظلت طي الكتمان طيلة سنوات ليطلع القارئ الكريم على حقيقة ما جرى في تلك السجون التي شيدت في حقبة الرئيس السابق ولد عبد العزيز بعيدا عن المغالطات الإعلامية
،ولقد كانت هذه السنة المذكورة حافلة بالأحداث بدءا بإطلاق النظام لمبادرة الحوار الشامل مع السلفيين في السجن المركزي بالعاصمة أنواكشوط ، بهدف حلحلة هذ الملف العالق منذ زمن الرئيس السابق معاوية ولد الطايع ،
. فأعلنت حكومة ولد عبد العزيز على لسان وزير الشؤون الإسلامية آن ذاك المدعو ولد النين حوارا مع السجناء السلفيين وقد واكب الإعلام المحلي والدولي هذه التجربة الموريتانية ، تغطية و تحليلا وبعد أسابيع من اللقاءات الثنائية بين العلماء والسجناء وجلسات ونقاشات مثمرة إستفاد منها الكل على حد سواء ، فسمع فيها السجناء الكثير مما لم يسمعوه من قبل ،
كأحكام الأمان و تأشيرة وأحكام الإيمان والردة و الديمقراطية و مفهوم الشورى الموسع والمضيق وقد إستفاد الشباب من هذه اللقاءات الكثير من المعلومات التي لم تطرق مسامعهم قبل ذلك ، وقد تعرف العلماء على الشباب عن كثب في هذه اللقاءات وقد طلب بعض أولائكم العلماء أن تتواصل تلك الدروس بشكل ممنهج إلا أنه تم قطعها من قبل الجهات المعنية ،
حيث لم تكن هنالك إرادة حقيقية من السلطة الحاكمة في ذلك الوقت لإنهاء هذا الملف ، بتسوية أوضاع المشمولين فيه وإعادة دمجهم في المجتمع كما كان يزعم ويروج إلا أن أغلب السجناء تعاملوا مع العلماء بمرونة فاجأت حتى العلماء وسرهم ذلك كثيرا و وعدوا خيرا ،
حيث استبشر الرأي العام الموريتانى بهذه الخطوة كما دلت على ذلك استطلاعات الرأى ان ذاك ،
و تطلب هذ الحوار بضعة أسابيع ،ليعلن العلماء وعلى رأسهم ولد امباله و ولد الددو حينها عن نجاح جولات الحوار الذي أجري في السجن المركزي في أنواكشوط وطلب العلامة محمد الحسن ول الددو بإطلاق سراح كل المنخرطين في الحوار بشكل إيجابي وهذا ما لم يحدث بل تم إصدار عفو رئاسي جهوي عن البعض ممن له وساطات قوية أو عن من أشرفت محكوميته على الإنتهاء ليتم إسدال الستار على مبادرة الحوار ويختم الأمر على ذلك مما جعل الكثير ممن انخرطوا في جولات الحوار يتساءلون عن سبب إقصائهم من الإستفادة من هذ العفو الرئاسي أو الإستفادة حتى من حسن سلوكهم كما هو مسطر في مواد عديدة من قانون السجون.