الحـــــــــــــــــــــــــلقة 4
كانت جلودنا مغطاة بإلتهابات جلدية ، فإذا قضى الواحد منا أسبوعين على ذلك جاء حرس السجن بطبيب عسكرى يحقن الأخ بحقنة في فخذه ، حيث كانت الحقنة أشد ألما فتبدأ الحبوب تجف ثم يبدء جلد أحدنا يتقشر بشكل كامل أصابع اليدين والرجلين وباقي الجسد ، وهكذا دواليك دواليك ،بشكل لاتتصوره العقول و لا القلوب ،
فتذكرت قوله تعالى:{ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها }
فقلت الحمد لله أنه عذاب الدنيا وليس عذاب الآخرة،
كما كان حرس السجن في تلك الفترة في غاية القسوة والجفاء ،وكانوا يتبعون أساليب في التعذيب غير اعتيادية سواء من خلال التعذيب بدرجة الحرارة العالية ، والماء الساخن و في وقت الصيف
ومن أساليب التعذيب المتبعة عندهم أيضا وضع قلال الماء تحت حر الشمس حتى تصير ساخنة شديدة السخونة فإذا طلبنا الماء للشرب أو الوضوء جاؤونا بذلك الماء الساخن الذي لاتتحمله الجلود ،فكنا إذا استعملناه للغسل تلتهب جلودنا وتصاب مباشرة بحكة جلدية وأما شربه أشد لسببين الأول أنه من السخونه بمكان لا يتأتى للظامئ إستعماله
والسبب الثانى أن مياه تلك المنطقة مالحة شديدة الملوحة مضرة بالصحة ، فكان الكثير من الأخوة السجناء يجدون بعد ذلك آلام الكلى وما يتعلق بها ،مما كان من الأسباب التى أدت إلى وفاة أحد الإخوة لاحقا
هذ بالنسبة لحالة الطقس هناك ،
أما بالنسبة للغذاء فكان له نصيب من المعاملة ألا إنسانية التي كنا نعامل بها.
يتواصل: