الحلقة العاشرة
وكان ذلك في فترة المسير الجديد النقيب خالد ولد أحمد
فقبل رمضان 2012 م ب 25 يوما تقريبا انتهت مهمة النقيب ابراهيم ولد ابراهيم ليحل مكانه النقيب خالد ولد أحمد الذي لم يكن أفضل من سلفه إلا أنه كان أغبى مسير تولى تسيير سجن الظلام حيث كانت فترته تمتاز بالفوضوية الإدارية وسوء التسيير حيث أنه ارتكب الكثير من الإنتهاكات بحق السجناء مما جعله في حالة صدام مباشر معهم فمنها على سبيل المثال لا الحصر:
أنه في مرة من المرات إعتدى على أحد الإخوة بالضرب بمساندة من بعض أفراده وبدون سبب فقام الإخوة بضرب أبواب السجن لمدة ساعات احتجاجا على هذ الإعتداء
ومنها أنه لما اعتدي على الأخ ظلما جعلنا ذلك في حالة من الترقب للثأر من هذ النقيب الظالم ولما كان كل واحد منا في زنزانة على حدة كان الأمر من الصعوبة بمكان إلا أنه كان لابد من ردة قعل على ذالك الترف الدنيئ.
فذات يوم كان النقيب خالد في داخل السجن برفقة حمايته حيث كان يمُرُ من أمام زنزانة الأخ الخديم الذي سكب عليه كوب من البول أكرمكم الله كنا نسمي هذ البول بالسلاح النووى ،
وكنا لانستخدم هذ السلاح إلا في حالات نادرة جدا ،
ومن تلك الأحداث التي حصلت في فترة هذ النقيب استيلاءه على إعاشة السجناء التي كانت ضمن مطالبهم في الإضراب الجماعي حيث استولى على كل التحسينات الأساسي منها وغيره وكان ذلك هو السبب الحقيقي في تلبد العلاقة بين السجناء والنقيب خالد حتى وصل به الحال أنه كان لايستطيع أن يدخل السجن إلا في حماية غير اعتيادية ، حتى غادر وتولي المسؤولية من بعده الرقيب أول المدعوا "كبير " الذي اعطى عناية لمشاكل السجناء ،حتى انه كثيرا ماينجح في حل اية قضية مطروحة ولو بالطرق الدبلوماسية بما في ذلك الإضرابات ،حتى عاد الهدوء إلى السجن ،
ثم دخل رمضان 2012م الذي لم يختلف كثيرا عن سابقه حيث أننا لم نزل نعاني من سوء الظروف السكنية والمعيشية وحتى الصحية ، وكانوا كثيرا ما يرسلون الممرضين لمعاينة حالاتنا الصحية بدل الأطباء فتحدث أخطاء طبية قاتلة وهذه الأخطاء الطبية وان كنا عانينا منها كثيرا في السجن إلا أنها تظل مشكلة يعاني منها كل الموريتانيين سواء من كان منهم في السجون أو خارجها وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أحد الإخوة كان مصابا بالإسهال جاؤوه بدواء القلب فأصيب بإضطراب في نبضات القلب فلما استدعوا الطبيب المسؤول عن القسم الصحي في الثكنة نظر إلى الدواء فقال هذ دواء القلب ولم يعاقب الممرض على إهماله ويبقى السجين هو الضحية وهذه الحالة مجرد مثال من عشرات الحالات التي يضيق الحال عن تقصيها ، وهو يعكس حالة الإهمال وقلة المسؤولية التي يعيشها هذ القطاع منذ عقود للأسف ،
: وقد كانت هذه الحادثة سببا في إجراء هذ الطبيب عيادة عامة لجميع السجناء يقابل الإخوة السجناء واحدا واحدا ثم أطلعه حرس السجن على النظام الغذائي للسجن والوضعية المؤساوية التى يقبع فيها السجناء منذ سنة وزيادة ، فما كان من هذا الطبيب إلا ان أصيب بالذهول وخاصة لما رأى أجساد السجناء قد نحتها الجوع ومسها الضر ، ولاحول ولا قوة إلا بالله ،
كان حرس السجن مقنعي الوجوه لا يرى منهم إلا الأعين و الحواجب التى كانت تتصبب عرقا رغم أنهم يقفون خارج الزنازين فما عساه أن يكون حال من هو في الداخل ، وكانوا لا يدخلون علينا الا وفي أيديهم مصابيح يدوية لأن الرؤيا في الداخل شبه منعدمه بسبب الظلام ،
مما جعلني أقول في ذلك الوضع المزري أبياتا على شكل قصيدة نسيت منها الكثير غير أني لا أتذكر أولها ،وهي :
ظلامُ السجنِ والأفق الضبابِ@
وبينُ الأهل من بعدِ الصحاب
يهيُّجني إلى قومٍ كرام @
هم الآسادُ في زمن الذئابِ
مجالسُهم كروضِ الزهْرِ تزهُوا@
بهديٍ يستمدُّ منَ الكتابِ
فأبْدلنِي الزمانُ بهمْ سجونًا@
زبانيةً تلذَّذُ بالعذابِ
مقنعةً وجوهُهمُ إذا مَا @
أتونا مثْلَ قطعانِ الذِّئابِ
و قعْقعَةُ القيودِ تهِيجُ حزنًا @
يجاوِبُ صوْتَهنّ صَريرُ بابِ
بمهْمهةٍ يذوبُ الوقت فِيها@
بها الخرِّيتُ يغْرقُ في السّراب
،،،،،،،،،،،، وقد كان حرس السجن يمتازون بالقسوة والجفاء إلا في حالات نادرة
يتواصل