عندما تمتهن كرامة الإنسان ككائن بشري قدس الله قدره ورفعه ؛ فقل سلاما على تلك الأمة التي تستعبده وتذله ، هنا يعيد التاريخ نفسه مع السجناء السلفيين الذين اعتقلوا تحت يافطة مكافحة الإرهاب ، وأخرى بسبب اعتناق مذهب السلفية وإن كانت السلفية من الإرهاب براء ، لقد عانى هؤلاء السجناء الأمرين بعد أن مورست عليهم شتى فنون التعذيب النفسي والمبالغة في امتهان كرامتهم وذلك من خلال : خضوعهم لأبشع ممارسات الإهانة القسرية فأمعنت حكوماتنا في استغلال فترة محكوميتهم فنقلوهم لكثير من السجون وفي أحلك الظروف في غياب تام لمراعاة شعورهم الإنساني وهم من لديهم أسرهم وأبناءهم وعشيرهم ؛ ولهم الحق في أن يحصلوا على جزء من الوقت ولو يسيرا للقاء أحبتهم .
إن تعرض سجناء السلفية لهذه الأخلاق التي تتنافى مع مبادئ الإسلام كدين سمح يحترم الإنسان وقيمته ويسمح لمرتكب الجرم أن يغرب لخمس سنوات كاملة، ويرجع لوطنه لهو دليل حي على غياب احترام حقوق الإنسان وآدميته ، فسجنهم مدة طويلة وحرمانهم من العودة لحياتهم الطبيعية لممارستها كسائر البشر العادي ؛ يتطلب لفتة كريمة من الهرم ؛ تحديدا رئيس الجمهورية لرد الاعتبار لكرامتهم المسلوبة عنوة من طرف أنظمة لا تعير وزنا ولا قيمة لأي أحد ؛ أحرى أصحاب فكر اعتنقوه وتابوا منه عبر ؛ حوار مباشر بينهم مع علماءالبلد، فكان الأجدر بكم أن تحكموا بالعدل بين الناس وتعطوهم حقهم من الحرية المكفول لهم بحكم الشرع والقانون .
إن سجناء السلفية يطالبونكم بأن تمنحوهم حريتهم وتقوموا بدمجهم في المجتمع عل أو عسى أن يستعيدوا جزءا من كرامتهم ليمارسوا حياتهم ويتمتعوا بوجودهم كبشر يستحقون حياة كريمة تجمعهم مع ذويهم وأبنائهم بعد أن غيبتهم سياسات أحكام بلدهم المتعاقبة
فدمجهم يرد لهم مساحة واسعة من حريتهم المفقودة كرها ،
إننا كمجموعة من النخب الواعية في هذا البلد ، وكأمة تعرف قيمة الإنسانية نطالب الرئيس : محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني بأن يلتفت لفتة كريمة لهؤلاء السجناء ويعطيهم حقهم في العودة لأهلهم وأسرهم وأن يراعي فيهم عين الله وأن يطلق سراحهم لوجه الله تعالى ، وأن يدمجهم في الحياة الاجتماعية ، ويعوضهم سنوات السجن بحنان المحبة ويعطيهم تعويضا ماديا معتبرا يعينهم على عودة مطمئنة ليتداركوا مستقبلهم وليعينهم على رسم خارطة عمل يغنيهم ويعينهم على تدبير شؤونهم الخاصة ، ليقدموا عطاءهم كسائر أبناء مجتمعهم وذلك أضعف الإيمان ، ولنا أمل كبير في رئيس الدولة أن يحقق هذا المطلب الملح والضروري والهادف والوارد .
يا معتنقي : مبدأ ترسيخ حقوق الإنسان اعملوا على تحرير سجناء البلد عموما والسلفية خصوصا يرحمكم الله.
إن تلكؤ الدولة في عدم حلحلة ملف سجناء السلفية لا مبرر له بوصفهم آدميين يحق لهم الحصول على ثمانية حقوق من بينها حق الحصول على محاكمة عادلة ، وتعويض مناسب هذه من بين الحقوق الثمانية التي أقرها ميثاق حقوق الإنسان الصادر يوم ١٠ كانون الأول ( دجمبر) سنة ١٩٤٨ .
اعدلوا يرحمكم الله ؛ فالعدل أساس الملك .