من  يوميات التدريب العسكري. الوطني بروصو( الحلقة الأولى)

 

كان يوما  عصيبا ..كادت قلوب طلاب المدرسة الوطنية للصحافة والادارة والقضاء البالغ عددهم٣٠٠تلميذا    أن تبلغ الحناجر ؛خوفا من المجهول ..الذي ينتظرها في مدرسة الدرك ..لم يكن يخطر ببال أي من هؤلاء التلاميذ    
ومن بينهم القاضي- والديبلوماسي  -والصحفي -والاداري  -والمالي أن الهروب من واقع البطالة المزري سيدفعهم رغما عنهم وحفاظا على الفرصة الذ هبية  الى الدخول في مغامرة تدريب عسكري قاعدي مركز  دون أبسط استعداد نفسي أوبدني مسبق لديهم  لذلك ..وأغلب التلاميذ كان قد تجاوز ٣٠سنةوبعضهم ال٤٠" شعبة القضاة "كان  من بين التلاميذ عشرات النساء اللاتي وجدن  أنفسهن دون سابق إنذار   في وضعية نفسية هي الأكثر صعوبة وبين خيارين أحلاهما مر..وأمرُهما هو الحل الوحيد للحصول على وظيفة تقطع صيف البطالة الملتهب الذي لا يطاق..
 كانت بداية مواجهة هذا التحدي  الكبير عند قيادة أركان الدرك الوطني نقطة الإنطلاق  التي حشرنا عندها ظهرا محلقين الرؤوس.. نتلقى الأوامر بباحةالقيادة ..تارة لجمع القمامة وتارة لتغييروضعية يراها العسكر غريبة في ثكناتهم.. ولم يتردد أغلب الزملاء في تنفيذ الأوامر بجمع القمامة بل بالغ بعضنا في تنفيذ هذه الأوامر حتى تحولت الساحة الى مكان نظيف يستد رج السياح للتنزه..! كان الجميع ينتظر الأوامر للصعود بداخل حافلات عسكرية ستقلناالى ذلك العالم الغريب علىنا ..كنانتظر لحظةركوب الحافلة بفارغ الصبر ..لعلها تكون أرحم بنا من  انتظار العذاب ومن أشعة شمس انواكشوط في رابعة نهار  فصل الخريف   شهر سبتمبر تحديدا من سنة ٢٠١٣ .فجاة انطلقت  صفارات االإذن بالركوب..  بعد انتظار طويل ..أخذ الجميع أماكنهم في  الحافلات بأدب واحترام    ..ووفق الأوامروطبقا  للخطة المرسومة ..كانت درجة الحرارة داخل الحافلة تزيد بكثير على درجة حرارة أرض الثكنة ..بدأت الحافلات تتحرك مع أوامرصارمة بعدم فتح النوافذ.. ومع تحرك الحافلات   خارج الثكنة كانت درجات  الحرارة تزداد بشكل كبير وسط حافلة مزدحمة
كانت سرعة التنفس الكبيرة لدى بعض الزملاء بسب  الوضع النفسي تفاقم  الوضع بل  تجعله لا يطاق..

في حافلة أحكم إغلاق نوافذها بأوامر صارمة وجدت صعوبة حقيقية في التمييز بين الزملاء حيث تغيرت الأشكال والألوان وزاغت الأبصار وكأن  الأمر يتعلق برحلة الى الفضاء  عبر مركبة فضائية خرجت من مجال الجاذبية الأرضية ولم تتزود بما يكفي من الأكسجين.. عندما قطعت الحافلات وهي تمشي بسرعة خفيفة جدا لا تتجاوز٤٠كلم للساعة٦٠ كلم على الطريق الرابط بين انواكشوط ورصو طلب بعض المشايخ من أفراد الطاقم العسكري المشرف  التوقف للصلاة بأدب  فأستجابوا للأمر  وكان الوقت  وقت المغرب ...يتواصل

القاضي الخليل بومن/الامين العام المساعد للاتحاد العربي للقضاة

أربعاء, 14/10/2020 - 13:43