يبدو أن نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يتجه سريعا إلى المنحدر ، الوعود لا تبني أوطانا ، والكلام المعسول يمله السامع إن لم تصدقه القرائن والبراهين ولسان الحال.
إن من يتابع تهافت الجوقة والزيدانيين على زيارة الرئيس لمدينة ازويرات يدرك جليا أن النظام الفتي بدأ يشيخ.
أرتال السيارات الفارهة ومئات الوفود تغادر نواكشوط على طول الطريق باتجاه ازويرات ، القطار يكتظ بالركاب والمستقبلين المتكدسين في العربات رحم الله ولد الطايع وزمانه.
إن الوعود التي قطعت حتى الآن وبرنامج تعهداتي لم تعرف طريقها للتنفيذ ، مازالت الخطب زابدة ، والتطبيل الرسمي وشبه الرسمي يصم الآذان ، والبلد يراوح مكانه، والسفينة غارقة في أوحالها ودار ابن لقمان على حالها.
ملف الفساد رغم خطورته وتشعبه يراوح مكانه ، المشاريع باهتة ، والتنفيذ بطيء جدا ، والرقابة شبه معدومة.
البلد أشبه اليوم بمدرسة إدارتها مهملة ، وأساتذتها يتغيبون باستمرار ، وتلاميذها يتسربون ، والفوضى هي سيدة الموقف.
لا تجدي أنصاف الحلول ، ولا المساحيق التي تحسن المظهر ، ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر.
المعارضة تتحمل المسؤولية كاملة ، القيادات والزعماء والشخصيات التي إلتقت بالرئيس وخرجت بانطباعات طيبة قدمتها وسوقتها إعلاميا فاستساغها الجميع مطالبة اليوم بهبة وطنية صادقة ، وإلا سيكونون شهود زور ، وبائعو وهم ومصاصو دماء.
النظام من ناحيته إذا كان صادقا لم يفت الأوان بعد رغم أن القطار مازال قريبا من سكته لكنه بدأ ينحرف والمنعرج خطير.
البلد بحاجة إلى الشفافية والصرامة في التسيير ، وعدم السماح للنخبة بالانجرار وراء ممارسات الماضي التي أهلكت الحرث والنسل ودمرت العقليات.
كلي رجاء وأمل في ختام هذه الدردشة أن يأخذ النظام زمام المبادرة ، وأن يعيد القطار لسكته بحركة سريعة ومدروسة قبل أن نفقد الأمل ويخسر هو كل شيء!!!
بقلم محمد محمود إسلم عبد الله