من المضحكات المبكيات على انه بداية كل عهد جديد للنظام حكم في موريتانيا ، نستبشر بأنه سيكون عهد نتطلع فيه إلى مزيد من الفخر والكرامة لأنفسنا وبلدنا الحبيب.
ولا تمضي الأيام والشهور حتى تنتكس تلك التطلعات واحدة تلو الأخرى ، تنتكس بفعل أو تصريح أو تعيين أو لقاء أو صفقة أبرمت هنا او هناك .
ومن أجل نعيش ولا نقتل الأمل و الحلم فينا ، نقول لانفسنا: لعل ...ولعله..... وربما......، يكون النظام الجديد ، له قراءة أخرى وتبرير لفعلته هذه .....او لفعلته تلك ...و انه اعرف منا جميعا بشعاب تحركاته وميدان مناوراته.
ونبقى تائهين حتى نكتشف ، بعد أن يتشاجر اللصوص على الغنيمة ، ويتزاحموا على شاشات التلفزيون ، أننا مجرد شعب تائه مفعول به ملعوب بمستقبله وأحلامه ، لاحول ولا قوة له، عليه ان يحمد الله انه مسموح له بركوب تاكسي 100 للوصول الى كرفور العيادة المجمعة ليشتم روائح ازهار حدائقها الغنّاء ، ومسموح له بالسهر على جنبات حدائق وشلالات مقاطعة تيارت الجميلة ومسموح له بشرب كاسات شاي على شواطىء مستنقعات دار النعيم و مسموح له بممارسته رياضة المشي على اضواء ارصفة شوارع مقاطعة توجنين، ومسموح له ان يشتري كيلو طماطم من وقفة f ومسموح له بشراء رصيد جوال سيتبخر عليه ، قبل ان يشاهد مسلسله المفضل ، في ساحة الحرية وهو يشاهد ابناءه يرقصون فرحا بجمالها.
اختلطت علينا الأمور وأصبحنا تائهين بين الحقيقة والسراب بين الأمل واليأس .
تخطينا السنة الأولى ومازلنا تائهين، نعرف كيف بدء هذا الأمر ولكن لا نعرف كيف سينتهي ، وإلى أين سيأخذنا .