رغم مرور حوالي شهر على التدخل المغربي لتطهير معبر الكركرات من ميليشيات البوليساريو، مازالت ردود الفعل الدولية المؤيدة لاستعادة حرية التنقل المدني والتجاري في معبر الكركرات تتواصل إلى حدود اليوم، وذلك بعد تجند الدبلوماسية المغربية من أجل كشف حقيقة مخططات البوليساريو بالمنطقة.
ويُظهر جرد وتحليل المواقف الدولية حول التدخل المغربي في معبر الكركرات بتاريخ 13 نونبر الماضي أن 64 دولة من مختلف القارات عبرت عن مواقفها من هذا الحدث الذي حاولت جبهة البوليساريو استغلاله لصالحها لكنها فشلت في ذلك، بعد وقوف عشرات الدول بجانب المغرب.
ومن بين 64 موقفاً دولياً حول الموضوع، عبرت أربع دول فقط عن دعمها لجبهة البوليساريو، وهي الجزائر وناميبيا وفنزويلا وكوبا، فيما كانت مواقف 60 دولة في مجملها داعمة للتدخل المغربي بشكل واضح، أو دعت إلى احترام القرارات الدولية المتعلقة باحترام وقف إطلاق النار وعدم تغيير الوضع القانوني بالمنطقة، وهو موقف في حد ذاته يخدم مصالح المغرب ولا يدعم الأطروحة الانفصالية.
وعلى مستوى العربي والإفريقي فإن مواقف هذه الدول كانت قوية، وأعلنت وقوفها إلى جانب المغرب في حماية أراضيه وأمنه من ميليشيات البوليساريو، وهو ما يعكس تراجع الدور الجزائري في التأثير على المحيط الإقليمي والقاري لضرب مصالح المملكة كما كان في السابق.
وإلى حدود اليوم، أعلنت تسع دول عربية دعمها للمغرب في أزمة الكركرات الأخيرة وهي الإمارات، السعودية، الأردن، البحرين، قطر، سلطنة عمان، الكويت، اليمن، ومصر.
أما الدول الإفريقية التي كانت تراهن عليها جبهة البوليساريو باعتبارها عضواً في الاتحاد الإفريقي، فإن 22 دولة عبرت عن دعمها للموقف المغربي، وهو ما يعكس نجاح دبلوماسية الرباط في تغيير مواقف عدد من دول القارة السمراء التي كانت تدعم "الجمهورية الوهمية".
ويتعلق الأمر بكل من اتحاد جزر القمر، جمهورية أفريقيا الوسطى، الغابون، جيبوتي، ساوتومي وبرنسيب، غينيا الاستوائية، غامبيا، اسواتيني، الصومال، زامبيا، غينيا بيساو، بنين، تشاد، سينغال، ليبيريا، مالاوي، بوركينافاسو، غينيا، كوت ديفوار، الكونغو، الرأس الأخضر، والطوغو.
وتفاعل 12 بلداً من الدولة الأمريكية مع التطورات التي شهدها معبر الكركرات. ورغم أن هذه المنطقة كانت تعتبر من أكبر معاقل جبهة البوليساريو الانفصالية، إلا أن تغيير المغرب لسياسته الدبلوماسية تجاه الدول التي كانت تصنف ضمن "خانة الخصوم" كان له أثر إيجابي على ملف الصحراء.
وتجسد دعم الدول الأمريكية في مواقف البرازيل، بنما، غواتيمالا، كولومبيا، برلمان البيرو، هايتي، دومينيك، أنتيغوا وباربودا، غرينادا، لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفنزويلي، سانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا (البرلمان).
ولم تتردد الدول الأوروبية في التفاعل مع تطورات نزاع الصحراء؛ إذ عبرت إلى حدود اليوم 16 دولة أوروبية عن مواقفها من عرقلة ميليشيات البوليساريو لمعبر الكركرات. وكانت معظم مواقف هذه الدول الأوروبية داعمة للتدخل المغربي أو مطالبة بضبط النفس واحترام القرارات الدولية ذات الصلة.
ويتعلق الأمر بكل من إيطاليا، السويد، تركيا، إسبانيا، نرويج، فرنسا، روسيا، سويسرا، هنغاريا، تشيك، بلغاريا، دانمارك، النمسا، بولونيا، كرواتيا، وهولندا.
وفي آسيا، شددت اليابان على أهمية ضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع في منطقة الكركرات. كما عبرت جمهورية أذربيجان عن دعمها للسيادة الترابية للمملكة المغربية ووحدتها على منطقة الصحراء المغربية.
هسبريس