إن التكليف الإلهي الرسول عليه السلام ليدعو الناس لإعتناق دين الاسلام حيث يخاطبه سبحانه بقوله ( فاستمسك بالذى أوحي إليك إنك على صراط مستقيم (٤٣) وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون )(٤٤) الزخرف
فالله سبحانه يأمر رسوله بالتمسك بالقرآن الكريم الذى أنزله الله عليه ليبلغ الناس بآياته ويشرح لهم تشريعاته
ويعلمهم آداب القرآن وعظاته ويهديهم الى الصراط المستقيم الذى لايضل فى الحياة الدنيا من تمسك بكتاب الله المبين فالقرآن هو المرجعية الوحيدة للمسلمين
ذلك ماتؤكده آيات القرآن الكريم وفى خطاب التكليف للرسول عليه السلام يخاطبه الله بقوله ( المص (٢) كتاب أنزل إليك فلايكن فى صدرك حرج أن تنذر به وذكرى للمؤمنين (٢) ثم يأمر الله الناس بقوله (آتبعوا ماأنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون ) الأعراف (٣) أمر قاطع وحكم الهي للناس ساطع ونهي من إتباع آراء خلقه من الذين يختلقون تشريعات وفتاوي تفتري على الاسلام ويقدمونها للناس بأنها شريعة إسلامية ولم يتبينوا بأن الله سبحانه يعلم مايبيت بعض الناس لمحاربة رسالة الاسلام من إفتراءات على الله ورسوله من تحريف للآيات وتشويه للتشريعات التى وضع الله سبحانه قواعدها لضبط العلاقات الانسانية بين الناس
لتنظم حياتهم ويعيش الناس فى أمن وطمأنينة ومن أهم عناصرها الرحمة والعدل والحرية فى الاعتقاد فلاإكراه للناس على عقيدة معينة وتحريم العدوان والتعامل بالإحسان ونشر السلام وتحريم قتل الأبرياء والتعاون لتحقيق الإستقرا كما أمر سبحانه وتعالى فى قوله
( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان ) وتحريم الظلم بكل أشكاله ليعيش الناس فى أمن وأمان وتأكيدًا بأن القرآن مرجعية للمسلمين يقول سبحانه ( إن هذا القرآن يهدي التى هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ) الإسراء (٩) ويخاطب رسوله عليه السلام زيادة فى التأكيد بأن يدعو الناس للإسلام بالقرآن فى قوله سبحانه
نحن أعلم بمايقولون وماأنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ق (٤٦)
إن دعوة الله للناس باتباع القرآن المبين والثناء على من يتدبر آياته ويتعرف على مقاصد الخير فيها للإنسان ترغيبا له حتى لايضل طريق الحق والعمل الصالح ليجعل الذين يتمسكون بالقرآن متبعا خارطة طريق إلهية تجنبه العثرات والأخطأ فى الدنيا وتمنحه فى الآخرة جنات النعيم يعلمهم كتابه كيف تتحقق للإنسان السعادة فى الدنيايعيشون فيها آمنين مطمئنين لاظلم يهدد حياتهم
ولاطغيان يستولي على حقوقهم تكافل وإحسان وتعاون بين الناس والتسابق بينهم لعمل الخيرات وتعالوا نتبين مانهى الله عنه سبحانه فى الاية المذكورة أعلاه فى قوله ( إتبعوا ماأنزل اليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون ) لنتبين مافعل بالاسلام من يسمونهم بالأئمة والفقهاء واصحاب الصحاح والمفسرون مايلي
١- كتب الصحاح تحرض المسلمين على الارهاب وقتل الأبرياء
٢- تنشر خطاب الكراهية وتهدد أمن المجتمع وتثير النعرات وتنشر الفتن
٣- تفتري على الله ورسوله وتنسب للرسول أقوالا لاتستند لكتاب الله وآياته بل تتناقض مع تشريعات القرآن الكريم
٤- تسعى لنشر الفكر التكفيري الإرهابي وتحارب حق الانسان الذى وهبه الله سبحانه فى التفكر والتدبر فى آياته لاستنباط ماينفع الناس
٥- غش المسلميين بروايات مزورة تسببت فى تفرق المسلمين إلى طوائف ومذاهب متصارعة وأشعلت نيران الفتنة بينهم ليقاتلوا بعضهم بعضا مما تسبب فى خراب البيوت وتدمير المدن وتشريد الأسر ذلك ماقرأنا عنه فى الماضي ومانعيشه اليوم يتكرر فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وتهديد أمن الشعوب الأخرى
٦- التعمد فى طمس القيم الأخلاقية والآداب القرآنية التى تؤسس لمجتمعات العدل والسلام بالتعامل بين الناس بالرحمة والكلمة الطيبة
٧- تسببت فتاوي الفقهاء وائمتهم بالأحكام التى روجوالهافى قضايا الطلاق والتى تهدد الاسرة واستقرارها
وماينتج من تلك الأحكام من تفكك الاسرة وتشرد الأطفال مايعد ذلك مخالفا لشريعة الله فى القرآن الكريم ودعوته لاحترام حقوق المرأة ومراعاة العلاقة الزوجية على أساس الرحمة والمحبة للمحافظة على الأطفال حتى لاتتضرر حياتهم بالطلاق ويصبحون خطرا يهدد أمن المجتمع وتصبح تنشأتهم فى الشوارع
بدون رعاية الابويين
تلك النتائج الذى حذر الله الناس من إتباع بعض عباده فأضلوهم طريق الحق وساقوهم نحو طريق الشر يفجرون أنفسهم ويقتلون غيرهم من الأبرياء ويهددون أمن الأوطان ويسعون فى الأرض فسادا
ولذلك جعل الله القرآن مرجعا وحيدا للمسلمين وكلف رسوله عليه السلام مبلغارسالته للناس جميعا ومنحهم حق إختيار الطريق الذى يتخذونه لعقيدتهم دون إكراه لا كل إنسان يتحمل مسؤلية قراره ويبين الله للناس جزاء الذين اتخذوا طريق الحق واتبعوا قرآنه وتدبروا بيانه وعملوا الصالحات حيث يقول سبحانه ( وسبق الذين إتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) الزمر (٧٣)
ثم يبين الله للناس الذين أعرضوا عن الذكر الحكيم كتاب الله القرإن الكريم واتبعوا مانهى عنه أحاديث خلقه وفتاويهم حيث يكون جزاءهم بقوله سبحانه
( وسبق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ) الزمر (٧١)
فعلى كل إنسان يختار أي الطريقين إماكافرا وإماشكورا
الخلاصة لقد أرشد الله عباده لماينفعهم بين لهم طريق الخير ووضح لهم طريق الشر ونصح الناس أن يطيعوه ويتبعوا كتابه فيخاطبهم رسوله عليه السلام بقوله سبحانه (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وماأنا عليكم بحفيظ ) الأنعام (١٠٤)