قراءة القرءان ،الذكر،الدعاء و الإلحاح فيه،كلها أنواع من ذكر الله،مع التأمل فى نعم الله و مختلف صنوف أقدراه،التأمل فى مخلوقات الله،كل هذا ميدان واسع لذكر الله،يدعونا الحرص على الصلة بالله و طلب رضوانه،لمحاولة العمل على الإدمان عليه.
و لعل من تعود كثرة هذه الأعمال الصالحة،يصبح ذكارا لله،بإذن الله.
و كل هذا أمارة و علامة للتوفيق، و من الله وحده.
و عندما نحاول تبنى ورد يوميا، من القرآن و الذكر و التأمل النافع،و غير ذلك من دروب و أنواع الذكر،ربما يصبح ذكر الله، مصاحبا مرافقا لحياتنا اليومية،بإذن الله.
إن ذكر الله من أهم أسباب و محصلات الإطمئنان و السكينة و البعد عن تأثير الوساوس،بإذن الله،لقوله تعالى :"ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
و لقد طلب الله من المقبلين عليه كثرة ذكره " و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات".
و إذا كانت، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم،سورة الإخلاص، تعدل ثلث القرآن،سهل علينا حفظ القرآن يوميا،مرات كثيرة.
و كذلك الباقيات الصالحات، خير عند ربك ثوابا و خير أملا...سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر.
سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم...كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبان إلى الرحمان ثقيلتان فى الميزان.
و لا حول و لا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة،كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و ذكرنا لله، ضمان لذكره لنا،بإذن الله،للحظوة بالحفظ و الأمان و قضاء الحوائج،قال الله تعالى:"فاذكرونى أذكركم".
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى و من ذكرنى فى ملء ذكرته فى ملء خير منه و من أتانى يمشى أتيته هرولة".
و عندما يلزم أحدنا نفسه بأنواع الذكر، يدفعه ذلك للرغبة فى مختلف صنوف الأعمال الصالحة، و ينفره فى المقابل من مجالس السوء و مختلف الأعمال الطالحة.
و يقول بعض العارفين،"نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
فالأمر يتطلب الصبر و التصبر و مقاومة الرغبة فى أجواء الباطل و مجالسه،عسى أن يصبح طلب رضوان الله وحده،نصب أعيننا و ليس ما سواه،و ليضحى ما نقوم به كله،ليس إلا وسيلة للوصول لغاية واحدة،هي رضوانه جل شأنه.
و من عجائب الذكر أننا لما ندمن الذكر يقظة،نذكر الله أيضا و نحن نيام،و نوفق له،بإذن الله،عند الموت.
اللهم أرزقنا ذكرك دائما فى كل الأحوال، و تقبل منا.
و قد شرع رسول الله،صلى الله عليه و سلم،مختلف الأذكار عند الصباح و المساء و عند النوم و الاستيقاظ و عند المائدة و عند دخول المسجد و عقب الصلاة و عند الإفطار و حتى عند الذهاب للخلاء،و غير ذلك من الأحوال.
فلا توجد حالة فى حياة الانسان،إلا و لها ذكر و دعاء،لتصبح حياة المسلم كلها مرتبطة بالذات العلية.
و بهذا يصبح المسلم ذكارا لربه و مولاه،الله جل جلاله.