من بين أسباب ما بات يعرف بالربيع العربي حسب ما يحلو للبعض تسميته، والجحيم كما يحلو لآخرين ، من بين أسبابه إن لم تكن أهمها ارتفاع الأسعار ، وتدني مستوى المعيشة في الكثير من البلدان العربية.
في العام الحالي هناك توقعات متشائمة جدا عن احتمال زيادة الأسعار لمستويات قياسية في العديد من المواد الأساسية ؛ خاصة مادة الخبز.
لقد فرضت بعض الدول المصدرة للقمح رسوما إضافية على تصدير هذه المادة، بعض هذه الرسوم سيدخل حيز التنفيذ منتصف الشهر المقبل.
بلدان عديدة انخفض محصولها من الحبوب لهذا الموسم ، يكفي أن نعلم أن ثالث أكبر منتج للأرز فيتنام قد بدأت شراءه من الهند للمرة الأولى منذ عقود، والصين بدورها بدأت شراء الأرز من الهند وهي سابقة لم تعهدها أسواق الغذاء العالمي منذ عدة عقود.
باختصار شديد سترتفع الأسعار دون شك ، وقد بدأ ذلك فعلا حسب بيانات البورصات العالمية ، وعملية التحوط ستكون صعبة ومكلفة لموازنات الدول العربية ، خاصة بعد تداعيات كورونا الهائلة على اقتصادات هذه البلدان الهشة أصلا.
إن دراسة الارتفاع الحالي للأسعار من طرف الحكومة رغم أهميته يجب أن لا يغفل حساسية الموضوع وخطورته ؛ فالأمن الغذائي صمام أمان أمن وبقاء الأمم والشعوب.
في مثل هذه الأوقات تظهر قسوة إفلاس أو تفليس وتصفية الشركة الوطنية للإيراد والتصدير (سونيمكس) التي كانت تلعب دورا محوريا في مثل هذه الأزمات الخطيرة حقا.
إن تأمين مخزون وطني من المواد الأساسية القابلة للتخزين طبعا ، ودراسة سبل التخفيف من وطأة الإرتفاع الكارثي المرتقب للأسعار على الفئات الهشة ومحدودي الدخل ؛ أمر في غاية الأهمية .
نعول كثيرا على قرارات صائبة في هذا الإتجاه من طرف الحكومة ، ونرجو الله أن يجبنا البلابل والفتن والمحن والسنين.
حفظ الله موريتانيا
محمد محمود إسلم عبد الله