إلى القادة والساسة والمثقفين (الحلقة الرابعة)

مازلت ضنينا بأفكاري عن مقترح الحوار الذي أثرته في صدر هذه السلسلة المتواضعة التي تهدف لتحريك الساحة من أجل التفاعل بين مختلف الفرقاء السياسيين، وبث ثقافة الإنصاف للشخصيات الكبيرة ، والتسامح والأريحية عبر خطاب أخلاقي ينتقد لكن لايجرح، يتلمس مكامن الخلل دون الدوس على أحد أو التقليل من دوره وشأنه.

كنت متلهلفا لصب خلاصة هذه الأفكار والمقترحات في هذه الحلقة لولا أني وجدتني منشغلا بكتابة كلمة إنصاف في حق شخصية وطنية كبيرة لها تاريخ ونضال وتضحيات.

لقد كان من مؤسسي حركة الحر سنة 1978 التي حملت على عاتقها مع مختلف القوى الحية مهمة النضال ضد العبودية ، وتحمل في سبيل ذلك الكثير.

كافح لتحرير الأرقاء ، وحين تحقق له ماأراد واصل كفاحه من أجل التمكين لهم ، وتساوي الفرص في التعليم والتوظيف والحقوق السياسية.

بعد دخول البلد التعددية العرجاء واصل الكفاح تحت عنوان جديد الجبهة الديمقراطية الموحدة من أجل التغيير التي كانت أول تنظيم معارض يومها.

ظل يساند المعارضين ويتحالف معهم ويحاول تأسيس كيان سياسي مستقل ، وفي كل مرة يسقط فيها يقوم أقوى عزيمة وأشد إصرارا.

إنه اليوم أيقونتنا الخاصة ورمز نضالنا ضد العبودية والحيف وعدم المساواة.

لم يدفعه النضال ضد العبودية للشطط أو المغالاة ، ولا تبني خطاب الكراهية.

ظل أبا لكل الموريتانيين بمختلف مشاربهم ، كيانه السياسي وبيته ومجلسه لوحة موريتانية متكاملة الأبعاد.

وسع حنانه كل أبناء البلد تصوف في حب موريتانيا ، وصارت معبودته ، ووقف في وجه كل محاولات الفتنة ، وأنواع الهزات والقلاقل.

يؤسفني حقا أني لم أتشرف بلقائه مطلقا ، لكن سيرته وتضحياته محل إجلال وتقدير لدي ولدى كل أحرار هذا البلد.

جزى الله السيد الرئيس مسعود ولد بلخير عن موريتانيا أحسن جزاء وأطال في عمره.

اختلفوا معه شئتم لكن لاتتنكروا لماضيه وتضحياته.

ليكن الوفاء شيمتنا.

 

وإلى الحلقة الأخيرة بحول الله 

دمتم ياأهل القيم.

 

                محمد محمود إسلم عبد الله

--

 

اثنين, 25/01/2021 - 10:50