استمعنا وقرأنا اليوم 14 من جماد الثانية 1442هـ، الموافق لـ27 من يناير 2021، استمعنا إلى رسالة طيبة مباركة شافية صدور قوم مؤمنين، مذهبة غيظ قلوب القلاويين والقلاويات ، صادرة عن شيخ الشيوخ وعلامة المعلمين.
سيد العشيرتين البكريين والعلويين، الضاربة علاقتهما في جذور الأولين، والمتسلقة في أغصان الآخرين، أعني بذلك الدكتور/ محمد المختار أباه، الذي فضله الله على كثير منا في عدة مجالات، يرفع الله الذين آمنوا... درجات.
لقد كان الشيخ متواضعا في أسلوبه، رافعا من شأن مخاطبه قائلا: "من كاتبه أسير ذنبه، إلى مجتمع قبيلة الأقلال المنيفة"، شاملا في خطابه: "شيوخا وشبابا وسادة وسيدات"، معبرا بصدق عن إحساسه بأنه جزء من هذا المجتمع قلبا وقالبا: "من محبكم صدقا، وصديقكم حقا، والمنتمي لكم نسبا والمعتز بكم حسبا"، مؤكدا بهذه المقولة المشهورة "ارديف الل ما يذكب".
فالعلوي أمه قلاويةوالقلاوي أمه علوية، والمرأة تلد أخاها غالبا، وأباها نادرا، مبرهنا على ما قال بإشادته في مؤلفاته بثمان شخصيات من العشيرة، نعتها نعوتا تتناسب مع بلاغته، وتليق بمنعوته: "رائد الأدباء والعلوم.. شيخ المحدثين ... شيخ القراء ... العالم الأورع ...العلامة ... الولي ... المجاهد".
ما أحسنها من نعوت، وإذا كان النعت تابعا للمنعوت، فهو هنا تابع للناعت والمنعوت.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وقد خلص العلامة إلى قوله: "فإني أجدد اعتذاري عن هاتين القضيتين" إلى قوله "وأما بخصوص الأخطاء المذكورة فإني أتعهد بتصحيحها في الإصدارات المقبلة"، فلله دره.
وبما أن هذه الرسالة كتبها علامة علوي قلاوي، وقرأها أستاذ قلاوي علوي، وهي واضحة غير قابلة للطعن، لتوقيع العلامة وختمها بختمه.
فما علينا إلا أن نقول له "ياليتك أخطأت فينا مرة واعتذرت لنا مرة أخرى" كما قيل لابن محمدي، في مناسبة أخرى مع اختلاف الأسلوب.
وإذا كانت لأصحاب مواقع التواصل الاجتماعي رغبة في الكتابة، فلينحو هذا النحو.
تحياتي الخالصة للنباغيين والنباغيات، ومعذرة عن كل ما قيل فذلك سحابة صيف، وعلى كل مدونينا الآن أن لا يريقوا مدادا طيلة هذا الأسبوع إلا على النباغية.
ولا ترق دونها في الأرض ملأ فم
حول المليحة خيم وغدون ورح
حتى إذا عمت السقيا مسارحها
من ساريات روايا مزنك الدلح
ثم اغدون ورح ثم اغدون ورح
فاسق المسارح من برين واسترح
والله ولي التوفيق
أخوكم عبدي إسماعيل يعقوب
عمدة بلدية احسي الطين
