أيصنع مكب تيفيريت الانقلابات ؟ محمد فاضل الهادي

ها هم يبدؤون من جديد، ها هم يفكرون كما يفكر الأغبياء و الحمقى، ها هي أناملهم تمتد متسللة في جنح الظلام إلى لوحة سوداء ذات مفاتيح، يريدون منها أن تفتح لهم الباب على مصراعيه على النهب و السلب و العودة إلى نقطة البداية، ها هم يحاولون كما حاولوا مع سيدي ولد الشيخ عبد الله رحمه الله فألقمهم حجرا حتى طأطئوا رؤوسهم خجلا وخزيا و عارا.

إنه الحنين إلى ماض سحيق إلى واقع مرير إلى مكب للنفايات ليس كمكب تفريت مطلقا، فالأخير مقدور عليه، أما الأول فيشكل خطرا و تهديدا و هو أكثر وساخة و وضاعة و دنائة، فهو لا ينتج الطاقة بل يفقدها و لا يوفر أدوات للمنازل بل يهدم المنازل و لا يحمي الناس بل يقتل الناس قتلا.

أي قوم أنتم و أي انتماء إلى هذه الأمة التي تتلاعبون بها، ألا تخجلون؟ ألا تفكرون؟ كيف لكم أن تتحدثوا عن انقلابات وهمية جاءت من رؤوسكم الفارغة التي يعشش فيها الجهل و الاحقاد، رؤوسكم التي مرغتموها في الوحل، و صببتم عليها مياه المجاري، مجاري الخزي والعار و الزبونية و الاحقاد.

أي أسلوب هذا، و أي طريقة هذه للمشاركة في النقاش، و المساهمة في التنوير، تنوير؟ أي تنوير؟ أنتم لا تعرفون حتى معنى التنوير، و لا تفهمون معنى الوحدة الوطنية، ولا الاستقرار و لا البناء و لا العطاء و لا التطور و لا النماء و لا الرخاء و لا العدل و لا الحق.

أنتم قاموسكم لا يعرف سوى التآمر، التخابر، التسريب، التلفيق، التزوير، التدنيس، التدليس، هذه هي مفرداتكم و معانيكم، هذه هي لغتكم التي تتقنون.

يا من تدعون احترام القانون، و تتحدثون عن "تفريت" و تربطونها بالبيان رقم واحد، ألم يقرأ أحد منكم قانون تجريم الانقلابات العسكرية، و العقوبات القاسية التي تنتظر من يسعى لقلب نظام الحكم أو يحاول ذلك أو يساهم فيهم و لو بشطر كلمة، ألا تعلمون بذلك، ألم يصنف القانون الانقلابات العسكرية على أنها جرائم ضد أمن الدولة ؟ ألم ينص القانون على أن العمل على قلب نظام الحكم عن طريق القوة العسكرية جريمة لا تسقط بالتقادم.

التقادم، آسف نسيت أنها ليست من قاموسكم، تبا لكم.

ألأنكم لم تتمكنوا من الحصول على الامتيازات المادية و المعنوية التي كنتم تنعمون بها في عهد سابق، بتم تضربون بعرض الحائط كل ما هو مقدس في هذا الوطن.

ألأنكم تريدون كل شيء لأنفسكم و لا تريدون أي شيء للمواطن، و تنتقدون كل فعل جميل و قول جميل يصدر عن ولد الغزواني و تحاولون الصاق به تهمة الضعف، و تتهمونه في شخصيته و قدراته و كفاءته و تريدون منا أن نسير معكم في نفس المسار.

أف لكم، لقد جعلتمونا نتشبث بالرئيس أكثر مما كنا نتشبث به، نتشبث به لأنه منتخب، و لأن الشعب اختاره، نتشبث به و ننتظر حتى تنتهي مأموريته بعدها نتحاسب و إياه ثم نرى هل يستحق مأمورية ثانية (و ثانية فقط) أم لا.

لن نستمع إليكم بعد اليوم، لن نقبل تحت أي ظرف من الظروف منكم، رأيا، و لا وجاهة، و لا حكمة، و لا قولا و لا فعلا، لن نقبل منكم سوى أن تكفوا أذاكم و تدخلوا جحوركم و تسكتوا عن الشعب الذي طحنتموه و أهنتموه و خنتموه و كذبتموه و آلمتموه، فلا خير فيكم و لا خير فينا إن لم نقلها لكم.

لا مجال للإنقلابات العسكرية، لا مجال للبيانات المرقمة المعلبة، لا مجال لسلب الشعب ارادته، فلتذهبوا إلى الجحيم أيها الخونة، فلتذهبوا إلى الجحيم، فلتذهبوا إلى الجحيم.

محمد فاضل الهادي

 

خميس, 11/02/2021 - 10:07

إعلانات