بعيدا عن اللغط المثار هذه الأيام بين دهاليز إدارة الأمن وأروقة قصر العدالة ، بعيدا عن العواطف والإنفعالات ، بعيدا عن التدخل في شأن ملف قضائي في بداية مساره ، وبعيدا عن السجال السياسي أجدني حريصا على مشاطرتكم قرائي الكرام بعض الخواطر والأمنيات.
تمنيت أن أرى بلدي يسلك السبيل السوي ، تتحقق فيه العدالة ، وتصان الحقوق وكرامة المواطن ، ويصبح المال العام محصنا بقوة القانون ، بعد أن كان نهبا مشاعا كأعالي المحيطات أو كواكب المجرة (ولل زاد مال هوش).
تمنيت أن أرى الحريات الفردية والجماعية مصانة ، ولدى النخبة والمواطن العادي إحساس بالمسؤولية تجاه الواجبات والحقوق وغيرة على الوطن.
تمنيت أن أرى بلدي ورشة نماء وواحة ازدهار ورخاء ياتيها رزقها رغدا من كل مكان ، وأهلها على تناغمهم وانسجامهم الاجتماعي والإثني حريصون.
تمنيت أن أرى العلم يرفرف في قلوبنا قبل السواري ، والوعي المدني في تزايد مضطرد ، والإحساس بالبعد الحضاري والتاريخي يتعزز.
تمنيت من كل قلبي أن نكون حقا أحفاد الشناقطة ، والمرابطين ، وأن نكون استحقاقا خير خلف لخير سلف في الكرامة والعزة والعلم والتعفف .
تمنيت أن نستثمر من جديد في الأخلاق والقيم بعد أن صارت بضاعة مزجاة والكل –إلا من رحم ربي- عنها معرضون.
تمنيت أن ندرس الوطنية كمادة أساسية للنشء ، والرجولة أيضا بعد أن غزتنا الفضائيات واليوتيوب ومختلف وسائط التواصل الاجتماعي لتجعل من شبابنا مخنثين ، وذوي حياء مصطنع زائد لكن مع الأسف دون حياء!.
تمنيت والأماني جمة والأحلام كثيرة لكنها قد تتحقق.
كيف؟
ومتى؟
لست أدري
وعسى أن يكون قريبا.
محمد محمود إسلم عبد الله